الهبوط على سطح القمر.. 3 دول نجحت والرابعة في الطريق


الأمريكي نيل أرمسترونج هبط على سطح القمر في 20 يوليو 1969 - أرشيفية

أعلنت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء "ISRO"، الجمعة 30 أغسطس/آب، نجاح مركبة الفضاء الهندية "تشاندرايان 2"، في تغيير المدار الـ4 لها، لتصبح أقرب إلى القمر.

وكانت "تشاندرايان 2" دخلت المدار القمري في 20 أغسطس/آب الجاري، ونفذت واحدة من أصعب المناورات في مهمتها التاريخية إلى القمر.
وتقول المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء إنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن المسبار الهندي سيهبط على القطب الجنوبي للقمر في 7 سبتمبر/أيلول، لتصبح الهند حينها الدولة الـ4 بعد روسيا والولايات المتحدة والصين، التي تهبط بمركبة فضائية على سطح القمر.
وكانت أول مركبة من صنع الإنسان تصل إلى سطح القمر هي المركبة الفضائية "لونا 2"، التابعة للاتحاد السوفيتي "روسيا حالياً"، في 13 سبتمبر/أيلول 1959، وتبعتها في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، رحلة أخرى قام بها المسبار "لونا 3"، والذي نجح في التقاط صور فوتوغرافية للجانب الآخر من القمر، وجاء هذا الإنجاز بعد محاولة فاشلة في 2 يناير/كانون الثاني 1959، عندما تم إطلاق المسبار "لونا 1"، لكنه فشل في الوصول لسطح القمر وحلق بالقرب منه.
وعاد الاتحاد السوفيتي لتنفيذ مهام أكثر تعقيداً بواسطة المركبات الفضائية، والتي أخذت المزيد من الصور الفوتوغرافية، وجلبت عينات من تربة القمر، وتم ذلك عبر الرحلات الناجحة التي قام بها المسبار "لونا 9" 31 يناير/كانون الثاني 1966، و"لونا 13" 21 ديسمبر/كانون الأول 1966، و"لونا 16" 12 سبتمبر/أيلول 1970، و"لونا 17" 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1970، و"لونا 20" 14 فبراير/شباط 1972، و"لونا 21" 8 يناير/كانون الثاني 1973، و"لونا 24" 9 أغسطس/آب 1976.
برنامج رانجر
وبعد أول مهمة روسية ناجحة بعامين، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج رانجر "1961 – 1965"، وكان عبارة عن بعثات فضائية غير مأهولة قامت بها الولايات المتحدة للحصول على صور لسطح القمر، حيث تم تصميم المركبات الفضائية لتطير مباشرة نحو القمر في مهمات انتحارية لتصوير سطح القمر، وترسل الصور إلى الأرض حتى لحظة الاصطدام بسطح القمر.
وبدأ البرنامج فعلياً في 23 أغسطس/آب عام 1961، واستمر إلى آخر رحلة، وكانت في 21 مارس/آذار 1965، وكانت كل مركبة تحمل على متنها 6 كاميرات، وبعد 6 محاولات فاشلة، حققت "رانجر 7"، التي أطلقت في 28 يوليو/تموز 1964 الهدف، حيث وصلت إلى القرب من القمر في 31 يوليو/تموز، وأرسلت لمدة 20 دقيقة صوراً عالية الجودة، وفي 17 فبراير/شباط 1965، أطلقت رحلة ناجحة أخرى حملت اسم "رانجر 8"، وأرسلت تلك الرحلة صوراً جيدة للقمر.
وشجع نجاح برنامج "رانجر" على أن تفكر الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق الهبوط بمركبة فضائية على سطح القمر، فأطلقت البرنامج "سيرفيور"، وكانت المركبة "سيرفيور 1"، هي أول مركبة فضائية أمريكية تهبط على سطح القمر، ونجحت في إرسال 11000 صورة إلى الأرض، وتكرر النجاح مع مهمات "سيرفيور 3" في 20 أبريل/نيسان عام 1967، و"سيرفيور 5" في 8 سبتمبر/أيلول 1967، و"سيرفيور 6" في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، و"سيرفيور 7" في 7 يناير/كانون الثاني 1968.
وانطلقت الولايات المتحدة بعد ذلك إلى الهدف الأكبر، وهو إطلاق رحلات مأهولة بالبشر إلى القمر، وكانت مركبة الفضاء أبولو 11 قد حملت رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج، لتكون أول مهمة مأهولة تهبط على سطح القمر في 20 يوليو/تموز 1969.
المسبار الصيني
وبعد عدة سنوات من المنافسة الأمريكية الروسية في مجال الوصول للقمر، دخلت الصين حلبة المنافسة، حيث انطلق مسبارها القمري "تشانج آه-4" في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، قاصداً الجانب البعيد من القمر الذي لم تصل إليه أي مركبة فضائية، لينجح في الوصول إليه في 3 يناير/كانون الثاني عام 2019.
والجانب البعيد من القمر، هو الجانب الآخر من القمر، أو نصف الكرة الآخر من القمر، والذي لا تمكن رؤيته من الأرض، ورغم التقاط صور له بواسطة المسبار السوفيتي "لونا 3" في عام 1959، فإنه لم يهبط عليه أي مركبة فضائية.
ويتميز هذا الجانب من القمر بالتضاريس الوعرة، والعديد من الفوهات الصدمية، فضلاً عن عدد قليل نسبياً من بحار القمر.
إنجاز قريب
ودخلت الهند هي الأخرى حلبة المنافسة بعد شهور من النجاح الصيني، حيث أطلقت المسبار "شاندرايان 2" من ميناء الهند الفضائي في "سريهاريكوتا" في ولاية اندرا براديش الجنوبية في 22 يوليو/تموز.
وقال كيه سيفان، رئيس المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، في تصريحات صحفية، إنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنكون في السابع من سبتمبر/أيلول على موعد مع تحقيق حلم الوصول للقمر، فكل ما هو ممكن للوصول لهذا الإنجاز فعلناه".
وقالت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء بالتزامن مع بدء المهمة إنها ستساعد العلماء على فهم أصل وتطور القمر بشكل أفضل من خلال إجراء دراسات طوبوغرافية مفصلة، وتحليلات معدنية، ومجموعة من التجارب الأخرى.
وأنفقت الهند نحو 140 مليون دولار على الاستعدادات لهذه المهمة، وهو سعر أقل بكثير مقارنة بالعمليات المماثلة التي تقوم بها بلدان أخرى.
وسيكون الهبوط على سطح القمر قفزة هائلة إلى الأمام في برنامج الفضاء الهندي، مع تصميم رئيس الوزراء ناريندرا مودي على إطلاق مهمة مأهولة بالبشر في الفضاء بحلول عام 2022.