الشاعر صبحي ياسين
يا قــدسُ منكِ العفوُ بعد المعذرهْ
فالخيلُ صَرعى والسيوفُ مُكسَّرهْ
*
فرسانُنا مضغ الزمانُ قلوبَهم
فالرأيُ هُزْءٌ والمواقفُ مَسْخرهْ
*
وشبابُنا شربَ الرصيفُ شبابَهم
ونساؤنا فوق الفراشِ مُعَطّرهْ
*
يا قدسُ أنتِ يتيمةٌ فــي أمّــةٍ
باتت رجولتُها تعاني الغرغرهْ
*
لا تفتحوا بابَ العتابِ لأمّةٍ
سَكنتْ كرامتُها ظلامَ المقبرهْ
*
كم من أميرٍ في عباءةِ زاهدٍ
لكنه في فعله ما أقذرَهْ
*
كم من مليكٍ بال فـي سرواله
وتقولُ عنه كلابُه :ما أطهرَهْ
*
كم من دَعِيٍّ قـام يخطبُ ثائراً
وتقولُ عنه حروفُه :ما أحقرهْ
*
يا أيــهـا الملكُ العـقــورُ تـحـيـةً
مِنْ كلِّ كلبٍ فيك أبصرَ مَنظرَهْ
*
طبعُ التنازلِ فـي الملوكِ سجيّةٌ
وسفينهم صوبَ الخيانةِ مُبحِرهْ
*
يا قـدسُ غُضِّي الطّرْفَ عنا إننا
جيلٌ كرامته جهاراً مُهْدَرَهْ
*
لــولا شبابٌ تحـت قُبَّةِ صخرةٍ
زرعوا السنابلَ في الصدور الـمُقفرهْ