الشاعر أحمد بعاج
إنّي أراكَ تعبْتَ في طلَبِي
يا ســــــائلاً عنّي وعن نسَبِي
.
الأمرُ سهلٌ ، لا تكُن قلِقاً
مُتقلّباً في الشَّـــــــــكِ والرِّيَبِ
.
و افتحْ كتابَ النّهرِ ، أوّلهُ
إســــــــــمي تراهُ بهامةِ الرُّتَبِ
.
"وهْناً على وهْنٍ" فما سمِعَتْ
ـ في رحْمِها ـ منّي سوى اللَّجَبِ
.
أُمِّيْ التي وُحِمَتْ على قمَرٍ
فتلألأتْ يومَ الدُّجى شُـــــــــــهُبي
.
فنأَتْ هُنـــــــاكَ بجذعِ داليةٍ
يا فرحتــــــــــــــا !! قد وافقَتْ أرَبِي
.
ما نمتُ كالأطفالِ في سُرُرٍ
بل كان مهدِيَ ســـــــــــــلَّةَ العنَبِ
.
فنسَـــــجتُ ألعاباً أراقِصُها
و حسِبتُها الأشــــــــجار من لُعَبي
.
فخفقتُ من غصنٍ إلى فننٍ
لتُزقزِقَ الأحجـــــــــــارُ من صخَبي
.
صافحتُ كفَّ الرّيحِ ذاتَ ضُحًى
فتساقطتْ فوقَ الذُّرى سُـــــحُبي
.
فجمعتُ حرفاً غيرَ ذي عرَجٍ
كالسَّلسبيــــــــلِ يصبُّ في قِربي.
.
لبحورِ شِعـــــــــرٍ لا يخالِطُهُ
إلاّ الفراتُ بمـــــــــــــــــــائِه ِ العَذِبِ
.
وكتبتُ نهراً سلسلاً دفِقاً
فتراقصَ الثَّقَــــــــــــلان من طرَبي
.
و نشأتُ طفلاً ضاحِكاً جَذِلاً
والآنَ مغشـــــــــــــــيٌّ بمُغتربي
.
دارَتْ رحى الأيّام في جسدي
وَذرَتْ تُــــــــــــــرابي نوبَةُ النُّوَبِ
.
إنْ شِئتَ تقرأ سيرتي ، هِيَ ذِي
في راحتيكَ خُــــــــــــلاصةُ الذّهَبِ
.
في الدّيرِ * أهلي ، و النّقاءُ دَمِي
لحني خــــــــريرُ الماءِ في القّصَبِ
.
لا فخرَ ، فابنُ الأطهَــــــرَينِ أنا
ماء الفُـــــــــــــــراتِ ، ونبتةِ الغَرَبِ
مااخترتُ غيرَ الشَّامِ مُرضِعةً
بَردَى شقيقِي ، و الفُــــــــراتُ أبِي