بسمه تعالى

الامام علي بن ابي طالب



هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم


ولد الامام علي عليه السلام قبل البعثة بعشر سنين وقد وضعته امه بعناية الهية داخل الكعبة المشرفة وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه واله وسلم وفي بيته،وهو أول من دعاه رسول الله وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه واله وسلم أبا تراب.

ولمّا هاجر النبيّ من مكة إلى المدينة أمر الامام علي أن يبيت على فراشه حتى نزلت بحقه قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) سورة البقرة 207 وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ صلى الله عليه واله وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي عليه السلام مع الفواطم من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً متحديا كل غطرسة المشركين وسطوتهم غير مكترث بجمعهم وغيضهم .

شهد الامام علي عليه السلام المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه واله وسلم إلا غزوة تبوك



اصطفاه النبيّ صلى الله عليه واله وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء عليها السلام وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، انزع ، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط.

بعض فضائله:

كان الامام علي عليه السلام غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن احمد بن حنبل أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي".

ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟

قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي.

وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم الجحفة وقدأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.


وقد تظافرت كتب الرواية في حديث الغدير المتواتر المشهور بتنصيبه عليا عليه السلام وليا من بعده حتى نزل قوله سبحانه :(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)

الامام علي يحبه الله ورسوله:

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعى لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت وقال يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.

وكان الامام علي عليه السلام لا يعاني حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول صلى الله عليه واله له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد".

فكان الامام علي عليه السلام يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع.

من أقوال الامام علي عليه السلام:

"إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."

"ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم عمل ولا حساب وغدا جزاء ولا عمل" رواه البخاري.

استشهاده (ع)

لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب اللعين ابن ملجم مدفوعا بمؤامرة خطيرة على مستقبل المسيرة الاسلامية حين صمموا على قتل الامام المنصوص على ولايته الذي بايعه الناس طائعين ومصرين على ان يكون خليفة المسلمين وحين خرج الامام علي عليه السلام إلى المسجد لاقامة صلاة الصبح ضربه ابن ملجم بالسيف على راسه الشريف وهو في السجدة الاخيرة من الركعة الثانية لصلاة الصبح فصاح :فزت ورب الكعبة.



وقد اوصى سلام الله عليه ابنه الامام الحسن: ان اذا انا بقيت فانا ولي دمي واذا مت فاضربوه ضربة بضربة ولاتمثلوا به فاني سمعت رسول الله يقول : المثلة حرام ولو بالكلب العقور . فكان استشهاده سلام الله عليه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة عن ثلاث وستين سنة من عمره الشريف وكانت مدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.