سلوك غامض لثقب أسود يثير حيرة الفلكيين


رسم يوضح شكل الثقب الأسود "ناسا"

توصف الثقوب السوداء بأنها منطقة ذات كثافة شديدة في الفضاء تتضمن كتلة كبيرة جدا تفوق مليون كتلة شمسية.
وتكشف الثقوب السوداء عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها، والتي تصبح ساخنة بشدة قبل أن تلتهم، ما يجعلها تضيء، وهو السطوع المميز الذي يظهر باللون الأحمر في الصور التي انتشرت لها مؤخرا.
وتومض الثقوب السوداء العملاقة بانتظام مثل الشموع، ولكن مرصد تلسكوب فضاء الأشعة السينية (XMM-Newton)، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، رصد تغييرات سريعة ومتكررة في ثقب أسود نشط بوجد في قلب المجرة (GSN 069)، التي تبعد نحو 250 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
ورصد التلسكوب في 24 ديسمبر 2018 سطوعا زائدا ومفاجئا في الثقب الأسود بالمجرة، ثم عاد إلى مستوياته الطبيعية خلال ساعة واحدة، وأضاء مرة أخرى بعد تسع ساعات، ليتيقن حينها علماء مركز الدراسات الفلكية بمدريد في إسبانيا أنهم أمام سلوك غريب للثقوب السوداء أبلغوا عنه في دراسة نشرتها الأربعاء دورية "نيتشر".


ويقول جيوفاني مينيوتي، من مركز الدراسات الفلكية في مدريد والمؤلف الرئيسي للدراسة، في تقرير نشره موقع وكالة الفضاء الأوروبية بالتزامن مع نشرها: "كانت الظاهرة غريبة عندما رصدت في ديسمبر، وأكدت الملاحظات الإضافية التي أجريت باستخدام تلسكوب وكالة الفضاء الأوروبية، وكذلك مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية التابع لناسا في الشهرين التاليين أن الثقب الأسود البعيد كان لا يزال يحتفظ بنفس الإيقاع، وهو السطوع كل تسع ساعات".
وأطلق الباحثون على الظاهرة الجديدة "الانفجارات شبه الدورية" أو QPEs، وأوضح مينيوتي أنه من المحتمل أن هذه الظاهرة لم يتم تحديدها من قبل، لأن معظم الثقوب السوداء في نوى المجرات البعيدة تبلغ كتلتها ملايين إلى بلايين المرات من كتلة الشمس، وهي أكبر بكثير من تلك الموجودة في المجرة GSN 069، والتي لا تتجاوز 400 ألف مرة أكثر من شمسنا.
وأضاف: "كلما كان الثقب الأسود أكبر حجماً وأكثر ضخامة، كانت التقلبات في السطوع أبطأ، وبالتالي فإن الثقب الأسود فائق الكتلة لن يسطع كل تسع ساعات، ولكن كل بضعة أشهر أو سنوات، وهذا من شأنه أن يجعل الكشف غير مرجح لأن الملاحظات نادراً ما تمتد لفترات طويلة من الزمن".