قدر علينا ...
أن تكون لنا المنافي موطنا
و يكون موطننا لنا منفى
لأن الله علَّمنا الكلام ...
... معانيَ الأسماء ...
... حمَّلنا الأمانة ...
لم نلنْ يوما
وكنا صرخة في أوجه الطاغوت
كان الحق أغنية نغنيها
و كان الحب موقفنا الجليلْ
لم نغتربْ يوما
ففي شرياننا وطنٌ
حملناه إذا ابتعدت خطانا
عن مواطننا
و في قلب الأحبة ..
في قصائدنا لنا وطن
و بيتٌ آمنٌ
أوَّاه .. يازمن التردِّي و الأفولْ
أوّاه ياغضب الزنابق .. و السنابل
... و النخيلْ
من يمنح الشعراء
في أيامنا الخجلى هويتهم
و يسلبها إذا ماجُنَّ ، أو غضبا ؟ !
من ضيَّع العرَبا ؟ !
مذ صارت الحرية الثكلى شريدهْ
وتسلط السلطان ... و الأعوان ... و الخصيان
صرنا في مهب مزاج طاغية
يجردنا هويتنا إذا ماشاء
أو يرضى علينا إن مدحنا حمقه
و قتاله في حومة السفه الوبيلْ
ياأيها المسكون بالأحزان
.. و الآلام ... و الغضب النبيلْ
قدر علينا أن تشرِّدَنا مواقفنا
و توجعَنا قصائدنا
و تنثرَنا أمانينا إلى كل الجهاتْ
لكننا لم نغتربْ يوما ... ولن
وطن لنا قلب الأحبة في المنافي ، والشتاتْ
ولنا هويتنا القصيدهْ
سامح درويش