عمل الخير في الإسلام

من مظاهر حرص الإسلام على إقامة مجتمع قويّ متماسك، تسوده المحبة والوئام والترابط، تشجيعه على عمل الخير في مختلف الميادين، وتشجيع التنافس في البذل والعطاء بين أبناء المجتمع، وجاءت النصوص الشرعية الإسلامية تؤكد على عمل الخير، سواء في القران الكريم، أو من السنة النبوية الشريفة، بل جسّد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمل الخير نموذجاً عملياً في سيرته العطرة، وكذلك كان عمل الخيرالصفة العامّة للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فكانوا نموذجاً حياً لعمل الخير، ولعمل الخير أهمّية عظيمة، كما أنّ له ميادين واسعة يمكن التنافس فيها.
أهمية عمل الخير في الإسلام
إنّ لعمل الخير فوائد عظيمة للفرد والمجتمع على حدّ سواء، ففيه كسب رضى الرحمن، ونيل محبة الناس، وازدياد الألفة والوئام بين صفوفهم، وتشجيع على التعاون الإيجابي، كما فيه إغاثة المحتاجين، والتخفيف على الملهوفين، وإنقاذ المضطرين، كما فيه رقي المجتمع وتقدمه، وتحقيق نهضته واستقراره، فعمل الخير هو الصورة المشرقة، التي تعبر عن إيجابيّة العلاقة التي تربط بين أبناء المجتمع الواحد والفهم السليم لرسالة إسلامنا العظيم، في إذكاء روح التعاون، وإرساء أسسه، والتشجيع عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفِهم وتراحُمِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتَكى منْهُ عضوٌ تداعى لَهُ سائرُ الأعضاءِ بالحمَّى والسَّهَرِ".
ميادين في عمل الخير
إنّ ميادين عمل الخير واسعة جداً، ولا يمكن حصرها في عناوين محددة، فهي تتسع لتشمل كل مجالات النشاط الإنساني، وضمن ما يحقق الفائدة للفرد والمجتمع، فهناك عمل خير فردي، وهناك أعمال خير جماعية، وأخرى مؤسساتية منظمة، وبمجملها تنتظم ضمن دائرة أعمال الخير، والتي في محصلتها نفع وفائدة، ينعكس مردودها الإيجابي على المجتمع كل المجتمع.
من مجالات عمل الخير، السعي على الأسر المحتاجة والفقيرة، بتتبع أخبارها، ومعرفة الواقع الذي تعيشه، تمهيداً للتواصل مع الجهات الداعمة، والخيرية لتقديم الدعم المناسب لها، وهناك أعمال خير تتعلّق بشرائح محددة في المجتمع، كذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء لا بدّ لهم من مؤسسات خيرية، ترعى شؤونهم، كجمعيات رعاية اليتيم، وجمعيات الصمّ البكم، وغير ذلك، وهناك أعمال خير جماعية ولكنّها غير مندرجة تحت إطار مؤسسي منظّم، كأعمال الخير الجماعية التي يقوم بها متطوعون في مناسبات معينة، كقطف الزيتون، وحملات النظافة العامّة، وحملات غرس الأشجار، وحملات الخير المساندة والداعمة لأسر الشهداء، والمناصرة للأسرى فهذه كلّها أعمال خير، تندرج في دائرة العمل التطوّعي العام.
هناك أيضاً أعمال خير يقوم بها الفرد بصفته الشخصيّة، كتقديم المساعدة لمن يستحقها، معنوية كانت أم مادية، وهكذا نجد أنّ ميادين عمل الخير واسعة جداً، ولا يمكن حصرها في عناوين محددة، فكل إنسان أخلص النية لله ـ سبحانه ـ يكون لديه مقدرة خاصّة على عمل الخير، ويبقى ميدان التنافس في ذلك قائماً قال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة:105).