توصلت دراسة جديدة إلى أن إجراء فحص دم سريع للمدخنين قد يخفض معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.
ووجدت الدراسة البريطانية التي شملت 12200 مشاركا، أن الاختبار اكتشف السرطان أكثر من أربع سنوات قبل ظهور الأورام الخبيثة.
وأشارت التجارب التي قادها علماء من جامعة سانت أندرو، إلى أنه تم تشخيص عدد كبير من الأشخاص، في مرحلة مبكرة من السرطان باستخدام اختبار الدم الجديد.
وكشفت نتائج الدراسة التي تم تقديمها خلال المؤتمر العالمي لسرطان الرئة في برشلونة، أن 41% من المرضى الذين تلقوا فحص الدم، ثم أجروا مسحا بالأشعة المقطعية، تم تشخيصهم بالمرض في مراحله الأولى والثانية، حيث ما تزال الأورام قابلة للعلاج.
أما أولئك الذين خضعوا للأشعة المقطعية فقط بعد ظهور الأعراض، كما هو معتاد في الخدمات الصحية، فقد تم تشخيص 27% فقط من الحالات في المراحل الأولى والثانية من المرض.
ويقول الباحثون إن التشخيص المبكر للسرطان هو مفتاح البقاء على قيد الحياة، فهو يقدم علاجا أسرع ونتائج أفضل ويقلل من الوفيات.
ومن بين 6087 شخصا خضعوا لفحص الدم، توفي 17 منهم في غضون عامين، بينما سجلت 24 حالة وفاة ضمن 6112 ممن لم يجروا الاختبار، وهو ما يعكس فرقا يقارب 29%.
ويقول الباحثون إن هذه الأرقام أصغر من أن تؤكد أنها ستنقذ الأرواح، لكنهم يتوقعون بعد بضع سنوات أخرى من المتابعة أعدادا أكبر وفروقا أكثر أهمية.
وتخطط الشركة البريطانية Oncimmune التي تشرف على تطوير هذا الاختبار، لتقديم نتائج دراستها إلى لجنة الفحص الوطنية في المملكة المتحدة بهدف الحصول على موافقة لاعتماده في المؤسسات الصحية، بهدف المساعدة على الكشف المبكر عن السرطان، حيث أنه يتم حاليا إرسال المدخنين لإجراء فحوصات الأشعة المقطعية إذا أبلغوا عن أعراض قد تكون خطيرة تشمل السعال المتكرر.
وإذا تمت الموافقة على اعتماد اختبار الدم، فمن المتوقع أن يخضع كل شخص يزيد عمره عن 50 عاما ممن يدخنون ما لا يقل عن 20 سيجارة يوميا لمدة عقدين، لهذا الاختبار.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، البروفيسور فرانك سوليفان، من جامعة سانت أندروز: "من المرجح أن تكون لهذه النتائج التاريخية آثار مهمة على المستوى العالمي للكشف المبكر عن سرطان الرئة من خلال إظهار كيف يمكن لفحص الدم البسيط، متبوعا بفحص الأشعة المقطعية، أن يزيد من عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم في مرحلة مبكرة من المرض، حيث ما تزال الجراحة ممكنة وتزداد فرص البقاء على قيد الحياة".
ويعمل اختبار الدم عن طريق اكتشاف الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها كجزء من دفاع الجسم ضد السرطان. وتختلف الأجسام المضادة قليلا في كل نوع من أنواع السرطان، وبالنسبة لسرطان الرئة، فإن الاختبار يلتقط سبعة أجسام مضادة مختلفة.
المصدر: ديلي ميل