عندما زار المواطن السعودي مبروك الشراري مستشفى الملك فيصل التخصصي للعلاج برفقة شقيقه قبل عامين، شاهد مجموعة عند الاستقبال تحث الزائرين على التبرع بأعضائهم، فتقدم وعمل التحاليل اللازمة عن طريق لصقة اللسان ليعود إلى منزله.
بعد عام، لم يكن الشراري يعرف أنه سيكون سبباً برفع معاناة طفل سعودي مصاب بالسرطان يبلغ من العمر 9 أعوام، حيث تبيّن أنه الوحيد ضمن 100 متبرع الذي انطبقت عليه المواصفات للتبرع الطفل.
وسرد الشراري لـ"العربية.نت" هذه القصة، قائلاً: "بعد عام كامل على إعطائي عينات من حمضي النووي، تواصل معي عاملون في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وأبلغوني بأهمية تبرعي لطفل مصاب بسرطان حاد يسمى اللوكيميا. شرحوا لي الحالة الصحية للطفل، وسألوني: هل أرغب في التبرع بنخاعي الشوكي فوافقت فوراً. وقمت بإجراء عملية التبرع التي استغرقت 5 ساعات، وهي عبارة عن إبر شفط من جهة الحوض والورك ليتم سحب النخاع الشوكي. وبعد الانتهاء من العملية، لم أعانِ من آلام سوى شيء بسيط في الأيام الأولى التي تلتها فقط".
الشراري، الذي يعيش في محافظة طبرجل التابعة لمنطقة الجوف ويعمل في المعهد الصناعي الثانوي منذ 10 أعوام، متزوج وله 4 من الأبناء.
وسرد الشراري تفاصيل تبرعه للطفل الذي لا يعرفه، قائلاً: "حظيت بتشجيع أسرتي وأصدقائي في التبرع وعمل الخير، فأقدمت على العملية لوجه الله طالباً الأجر من الله، وأنا لا أعرف هوية الطفل الذي سأتبرع له. حين الانتهاء من عملية التبرع طلبت التعرف على أسرة الطفل، وأبلغني المستشفى بأنني سأقوم بزيارته والاطمئنان عليه".
وتفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي مع الشراري، مقدمين له الدعوات، باعتبار ما قدمه عملا إنسانيا نادرا.