و الصبح اذا اسفر و الليل و ما اقمر ... إنّ الكون قد كبّر يتلو قل هو الأكبر
في الطريق الى الكوفة... وفيما القافلة الكبيرة تحثّ الخطى وسط الصحراء القاحلة والشمس الساطعة وقت الظهيرة تسكب أشعتها على القافلة، فتظهر أحوال أهلها، وفي المقدمة؛ الامام الحسين، عليه السلام، وأهل بيته، مع جمع من اصحابه، وقد أرهقهم الطريق، فكان من الطبيعي أن يغفو الإمام، عليه السلام، فوق قربوس فرسه، لحظات، بيد أنه انتبه فزعاً، وهو يردد: "إنا لله و إنا اليه راجعون"!.كان بالقرب منه، ولده علي الأكبر، وسمع المقالة الفجائية من والده، فسأله عن سبب استرجاعه؟ ولم يكن الإمام ليخفي على ابنه العزيز على قلبه، هول ما اطلع عليه في المنام، لمعرفته بعمق إيمانه وشدة عزيمته، فقال، عليه السلام:
"رأيت كأن هاتفاً يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير وراءهم" .
لمجرد أن استمع الأكبر، ما قاله الإمام، بادره بالسؤال فوراً:
أبتاه...! أ و لسنا على حق؟
قال: نعم.
قال : بلى يا بُني.
فقال الأكبر: إذاً؛ لا نبالي بالموت، أ وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.