يعتريني ... آااه مما يعتريني
حين تشع عيناك بشرى نهار وليد
حين يشتد حنينك يا جميلتي
وتطبعين على المآق حلمك
وتنحتين على الصخر
ملامح إنسان جديد
ولكن كيف سينبت ..
وكيف يأتي جديد
في وسط معادي بليد
قديمه والعتيد
وكيف سينمو وهو ملاحق شريد
ما يعتريني .. يعتريني
وكيف ؟؟!! هذه .. أو تلك ..
لا تمنعه أو تقيني
ما يعتريني .. لعله ليس كثيرا
لعله .. ليس إلا .. توقاً حارا
حباً ووجداً غزيرا
ولهفة موال ونشيد
" عَرْوة " .. حَمِيَّةً شديدة
ومن الكرى طول أرق و تسهيد
سموًا وتسامياً وسخطاً
عنفوانا وهيجانا وإذعانا وغِيرَة
مفارقات واضطرابات
تهد أضلعي تحطمنها
وتفرغنها ، ما بها من حديد
تتداعي الحاجة لرباطة الجأش
والفروسية والحكمة
وكل ما في التراث
وتجربة الانسان من تعزيز
من إيواء ودفئ وحماية
وقول سديد
التحرر من الخوف
والتغلب على أي قهر وكل تهديد
المجد والفخر والشهامة والنبل
تتقافز أمامي كأسماك ذهبية
في بحر أعاصير حين أقترب منها
وعلى شاطئ هادئ
حين ألمحها من بعيد
يعتريني الوجود ؛
أحاسيس وأسئلة ومعاني
أحلام وألوان وأنغام وورود
شلالات وبساتين
مسارح .. ومدن حدائق
أرض بلا صحارى .. ولا عقد
إنسان لا يخش تهديد
تعتريني الحاجة
للسكون بين أناملك
للتلاشي بين نهديك
لإعادة الانبثاق من ضلعكِ الأيسر
ضلعكِ أنتِ هذه المرة
لامتلاء الأرض بيسار جديد
حين تصدميني بجمالك يا حبيبتي
يفيق الروح من غفوته
يصفو الأفق
يزداد اليقين
تشرئب الدماء في الشرايين
بركان عارم ينطلق
يطهر الأرض من رجسها
يفتتح تاريخ جديد لكون جديد
عبدالعزيز دغيش .