السحر الإستوائي يصل ألمانيا عبر أضخم منتجع صناعي في العالم
في الجزء الشمالي الشرقي من ألمانيا، وعلى بعد مائة كيلو متراً جنوبي العاصمة برلين، يصل ملايين السياح سنوياً من مختلف دول العالم إلى مدينة Krausnick بهدف دخول بوابة واحد من أضخم المباني على الكرة الأرضية، يستوعب ثمانية آلاف سائح يومياً، يصلون في أي يوم من السنة وفي أي وقت من اليوم، يعبرون بوابة هذا المبنى ليستمتعوا بعالم من السحر الإستوائي من خلال أكبر منتجع مائي مغطى في العالم، يمتد على مساحة 66 ألف متراً مربعاً، إنه منتجع تروبيكال آيلاندز Tropical Islands.
منظر عام للمنتجع الصناعي من أعلى
يحاكي منتجع Tropical Islands البيئة الإستوائية بكل تفاصيلها من الألف إلى الياء، ابتداءً من الأشجار والبحر وأشعة الشمس والشواطيء الناعمة وحتى الغابات المطيرة وبساتين الفواكة والهواء وأصوات الطيور، وانتهاءً بالبحيرات الصناعية والأكواخ والبيوت الإستوائية التقليدية كالموجودة في جزر تايلاند ومثيلاتها.كان هذا المكان مِلكاً للجيش النازي الألماني قبيل الحرب العالمية الثانية، حيث تم استغلاله عام 1938م كمطار للمقاتلات وقاعدة مضادة للأسلحة النووية، ثم احتله الإتحاد السوفيتي بعد ذلك في 1945م، وحينما اتحدت ألمانيا الشرقية والغربية عام 1990م وأصبحتا معاً ألمانيا الإتحادية التي نعرفها اليوم، وافق آنذاك الإتحاد السوفيتي على إعادة هذا المكان إلى حكومة ألمانيا الإتحادية سنة 1992م، ثم فكرت ألمانيا بعد ذلك في تطويره واستخدامه عسكرياً، فحولته إلى أضخم مكان على وجه الأرض من حيث الحجم، حيث يصل حجمه إلى خمسة ونصف مليون متراً مكعباً، كما يعتبر أكبر مكان في العالم غير مقام على أعمدة أو ركائز، إذ يبلغ عرضه 210 متراً وطوله 360 متراً في حين يصل ارتفاعه إلى 107 متراً بتكلفة 78 يورو، إلا أن الشركة المشرفة عليه بدأت تفلس في 2002م.
زجاج شفاف لدخول الشمس – وبحيرة ورمال وغابات كأنه منتجع استوائي
وفي العام التالي اشترته شركة تانجونج الماليزية مقابل 17 ونصف مليون يورو وحولته إلى منتجع سياحي استوائي على نمط المنتجعات الإستوائية في ماليزيا، واشتهر من هذا الوقت بقبته الضخمة العالية، حيث يستوعب المنتجع تمثال الحرية وبرج إيفل واقفين.تم افتتاح المنتجع رسمياً في 19 ديسمبر 2004م، وهو يمثل بيئة صناعية متكاملة يتم التحكم في درجة حرارة الهواء بها بحيث لا تتعدى 25 درجة مئوية صيفاً وشتاءً، وبدرجة رطوبة معينة بغض النظر عن حالة الجو خارج المنتجع، ولا تتجاوز درجة حرارة الماء 28 درجة مئوية، وتم استغلال جزء كبير منه كمساحات خضراء متنوعة، أهمها الغابات الممطرة والتي تم زرع 500 نوعاً من الأشجار والنباتات في مساحة كبيرة استهلكت كميات من الطين تبلغ 30 ألف متر مكعب، حيث تم زرع قرابة 29 ألف شجرة، وتم تركيب سماعات كبيرة على الصخور والأشجار بحيث تصدر أصواتاً توحي كأنك في بيئة استوائية، كأصوات الببغاوات ومختلف الطيور النادرة.
المنتجع كما يبدو من الطائرة
يستقبل المنتجع الصناعي ملايين السياح الأوروبيين سنوياً، فتذكرة دخول المنتجع التي تبلغ 20 يورو تقريباً بالإضافة إلى تذكرة القطار للوصول إليه أوفر بكثير من تذكرة السفر إلى جزيرة استوائية حقيقية، فضلاً عن أنه البديل الملائم والأقرب إلى الجنة الإستوائية، فالرمال البيضاء الناعمة ممتدة أمام البحر الصناعي، ويسترخي السياح على الرمال مستمتعين بأشعة الشمس التي تنفذ إليهم من خلال القبة الشفافة الضخمة، كما يوفر داخله أماكن للتسوق وأكثر من 13 مطعماً، كما يقدم أماكن للتخييم، بالإضافة إلى أكبر مراكز صحية في أوروبا، تشمل غرف ساونا بالأحجار الساخنة، وغرف المساج والإسترخاء، وحمامات البخار والحمامات العلاجية، وغرف الحرارة الإشعاعية واللياقة البدنية، كما تم تخصيص مساحة 4000 متراً مربعاً للأطفال وذلك من خلال نادي Tropino Club وما به من زوارق للتجديف وألعاب مائية وعروض يومية من مختلف دول العالم.منظر عام للمنتجع الصناعي من أعلى
هيكل المنتجع الإستوائي من الخارج
زجاج شفاف لدخول الشمس – وبحيرة ورمال وغابات كأنه منتجع استوائي
واحد من المناطيد التي تطير في سماء المنتجع
ضخامة حجم المنتجع من الداخل
أماكن التخييم والمعسكرات داخل المنتجع
ألعاب مائية حديثة
المنتجع كما يبدو من الطائرة
أجواء المنتجع الاستوائي كما يبدو من الداخل