ونحن نمر بهذه الأيام الأليمة مستحب ان توشح الدور والمعابد بالسواد ورصد الأموال تعظيما للثورة الحسينية ولكن كي نكون على قدر عالي من المسؤولية وإيلاما على تلك المصيبة علينا ان نفهم درس ألطف من المدرسة الحسينية ضد الطغاة وكيفية التعظيم لسبط رسول الله ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) الذي ضحى بأسرته الطاهرة من اجل زيادة رفعة الإسلام وتوطيد التمسك بالدين والتضحية ونصرت الفقراء والمظلومين قبل كل الممارسات الأخرى .
أن لكل امة ثورة ، ولو تعمقنا في كل الثورات لوجدناها لصالح القائم بها ومصالحها دنيوية الا ثورة ابا عبد الله عليه السلام فأنها قضية حق وأخروية استحقت من اجلها التضحية ضد الانحراف ، فكانت ولا تزال لصالح امة ، فالحسين لم يختص بالشيعة فقط او لفئة دون أخرى بل يشمل جميع أصحاب الضمائر الحية والشرفاء الأحرار .
تلك الملحمة نهضة حسينية ودارسا للإنسانية والعبرة وللأخلاق الحميدة ، لذا علينا أن نفهم جيدا انه جاءنا بأسلام محمدي الوجود الذي انتصر به الدم على السيف ورسم لنا طريق الحرية والنضال الذي قرت به عيون المسلمين عامتا بحياة لها قيمة ومعنى في كل يوم وزمان حسيني البقاء .
عاشوراء هو أهم حدث تاريخي غير المنعطف التاريخي للاتجاه الأخر ( من الاستعباد الى الكرامة والأخلاق والعظمة والعزة والرفعة والشرف ) فكل يوم يمر بعد تلك النهضة تستجد لنا حقائق إنسانية لم نكن نعرفها في ما مضى من الزمن السابق .
سيدي القارئ الإمام ( عليه السلام ) ليس ذكرى نخط بها أيام عاشوراء بمظاهر الحزن الخارجية فقط ونجعل الحالة المأساوية قضية بعيدة عن الجانب الإنساني والعاطفي والأخلاقي كون سيد الشهداء بثورته الإلهية التي من اجلها ضحى بنفسه وبأهله وأصحابه ليجسد لنا وللتاريخ في معركة ألطف كل معاني الإسلام والنبل والعفة حتى وصل به القول عندما سألته أخته زينب عن سبب بكائه قبل الوداع ( قال (ع): أبكي لهؤلاء القوم إنهم يدخلون النار بسببي؟ ) أمام قوم لا يستحي ولا يخاف الله ولا رحمة ولا شفقة لهم ... وعلينا أن لا ننسى طلبه روحي له فداء تأجيل القتال لليوم التالي اي لليوم العاشر من محرم وكانت غايته أعطاء فرصة اكبر لأصحاب الحظ من معسكر الشر بالالتحاق لمعسكر الخير والإيمان ولقراءة القران الذي هو أنيس لياليه ووداعه لعياله ،،، أذاً كانت دوافع الثورة هي خير ولإصلاح أمر أمة وهذا ما أكده سيد الشهداء عليه السلام بقوله (أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) .
من خلال ما تقدم أجد ان الحسين ليس ليوم او لشهر بل هو طريق المسيرة لنصرة الإرادة والقضاء على التحلل والفساد والإرهاب والتعسف فكرا وعملا وسلوكاً ،،، لبيك يا أبا الثوار لبيك يا ثورة العقول وثورة القلوب لبيك يا صاحب العقيدة والمبادئ لبيك يا من جعلت الثورة درساً تسير عليه الأجيال ،،، فالتاريخ خير شاهد على نهجك برغم من مرور أكثر من ألف عام والأنصار تزداد وتعم كل أرجاء الكرة الأرضية وقبة شاهقة تتوافد أليها القلوب ،،، ولكن أين يزيد وأبيه عليهم اللعنة ؟ اين الحكام الطواغيت من الحسين عليه السلام ؟.
اللهم أسالك أن تجعلني من الأتقياء المواليين الصادقين الصادقين وثبتني على ولاية أمير المؤمنين واجعلني من المناصرين لإمام الهدى ولن تزل قدمي .
ختاما أسألكم أن تذكروني بالدعاء فانا عبد الله الفقير المحتاج لدعائكم بحق محمد ( ص ) ... اللهم لك الحمد دائما وابدأ واستغفر الله العلي العظم عن ذنوبي .
ودعائي لكم بالتوفيق والصحة والعافية
مع تحياتي الخالصة