العهد نيوز- خاص- بغداد
محمود الحسيني
يشهد العراق حركة غير طبيعية بانتشار مركز التجميل في أماكن متفرقة من البلد، وخاصة بعد أن أصبحت أسعارها متيسرة للباحثين والباحثات عن تجميل ربما التشوهات في بعض الأماكن في الوجه مثل الأنف أو الوجنات أو العيون، وكذلك التشوهات في الجسم والتي يريد المستفيد إنهاءها بدون اللجوء إلى الحمية أو ممارسة الرياضة.
والغالبية العظمى الذين يلجؤون لعمليات التجميل، هن النساء في العراق، وخاصة الموظفات اللاتي يتمتعن بمدخول شهري ثابت، حسب ما صرحت به إحدى طبيبات التجميل في أحد المراكز المشهورة وسط العاصمة بغداد.
وأكثر عمليات التجميل التي تجرى في العراق، هي عمليات تجميل الأنف، وهي شائعة أيضا في العالم العربي وكذلك في إيران، وانتشرت هذه العملية بين الرجال والنساء في السنين المختلفة لأغراض ترميمية عادة وجمالية عامة.
وتنضمّ هذه العملية في الجراحات الطبية الدقيقة التي تتطلب الخبرة والمهارة والدقّة والتعادل في العمل. فلهذا لا شكّ أنّ اتّخاذ قرار الخضوع لإجراء الجراحة قرار حاسم يطلب الاستشارة والتمتع بتجارب الآخرين.
وتكلفة عمليات تجميل الأنف في العراق، حسب أسعار بعض مراكز التجميل تصل إلى 600 دولار أميركي (750 ألف دينار عراقي تقريبا) تتشكّل النساء 80% من الخاضعين لإجراء الجراحات التجميلية وعملية الأنف خاصة.
ويشتهر العراق بأطبائه في عديد من المجالات العلاجية والطبية منها الجراحات التجميلية. وذلك لتلبية حاجات الناس بالعراق ومنع سفرهم إلى بلاد أخرى للعلاج.
وهذه الظاهرة لم تنتشر بين الطبقة المتوسطة في العراق فحسب، إنما نشطت كثيرا في الطبقة الغنية، وبالتحديد طبقة السياسيين العراقيين، وبالتحديد أكثر السياسيات العراقيات اللاتي شوهد تغيير جذري في أشكالهن مؤخرا.
لكن الملفت بالموضوع، وحسب تصريح بعض أطباء وطبيبات التجميل في العراق، أن بعض السياسيات، لا يقمن بإجراء عمليات لهن في داخل العراق، إنما في خارجه، لأسباب كثيرة ربما مبررة، منها ثقتهن بمراكز التجميل خارج العراق، ومنها خوفهن من أن يرصدهن بعض المواطنين لحظة دخولهن مراكز التجميل في العراق، وربما يلتقطون لهن الصور ونشرها في صفحات التواصل الاجتماعي.
وقالت طبيبة التجميل (ش م)، لـ "العهد نيوز"، إن "عمليات التجميل في العراق تضاهي العمليات التي تجرى في خارجه، بل أن هناك أطباء عراقيين هم أفضل من الأطباء في الدول العربية والأجنبية في هذا المجال".
إلا أنها أشارت، إلى، أن "السياسيين والسياسيات من العراقيين الراغبين بعمليات التجميل، يلجؤون إلى دول أوروبية وعربية لإجراء هذه العمليات، رغم أنها تكلفهن مبالغ طائلة جدا لا تقارن بالمبالغ البسيطة داخل العراق".
واوضحت، أن "لبنان من أكثر الدول التي تجري عمليات تجميل للسياسيين وخاصة السياسيات العراقيات، رغم أنها تكلفهم مبالغ طائلة".
إلى ذلك أوضحت طبيبة التجميل العراقية الدكتورة (أ س)، التي تعمل في أحد أكبر مراكز التجميل في العاصمة الأردنية عمان، إن "عملية تجميل الأنف في عمان تكلف 1000 دينار أردني أي ما يعادل أكثر من 1500 دولار أمريكي، في حين أن هذه العملية في بغداد لا تتعدى الـ 600 دولار أمريكي، وأن حقنة (الفلر) الواحدة في عمان أكثر من 300 دولار".
واضافت لـ "العهد نيوز"، أن "هذه الأسعار في عمان خيالية بالنسبة للعراق، لكنها مناسبة للسياسيات العراقيات، مع هذا فانهن لا يجرين العمليات في عمان، بل يذهبن إلى لبنان لأسباب غير معروفة".
وتابعت، أن "أكثر فترة تشهد إقبالا من السياسيات العراقيات على عمليات التجميل، هي فترة قبل الانتخابات، إذ تشهد مراكز التجميل في خارج العراق، إقبالا كبيرا".
لكن (أ س)، استدركت قائلة، إن "هذا لا يعني عدم وجود سياسيات وسياسيين عراقيين لا يرتادون مراكز التجميل في عمان، فهناك الكثير من السياسيين والسياسيات العراقيين الذين يفضلون إجراء عمليات التجميل في عمان، لكن ليسوا على مستوى نواب، إنما على مستوى واجهات مالية لمسؤولين كبار في الدولة العراقية".
ولو أخذنا عملية تجميل الأنف كمثال للعملية داخل العراق، وخارجه، لرأينا أنها لا تكلف أكثر من 600 دولار داخل العراق، أما في خارجه فإنها تكلف السياسيات العراقيات أكثر من 3 آلاف دولار أميركي، إضافة إلى أجور السفر والإقامة لمدة طويلة لحين إزالة القالب، ما يعني أنها ربما تكلفها 10 آلاف دولار أميركي.