دليلك السياحي لزيارة العاصمة الخفية لألمانيا.. ميونيخ
تشتهر بأنها العاصمة الخفية لألمانيا، وتعرف بكونها من أجمل المدن الثقافية العالمية الطابع، تشعر عند زيارتك إليها بأنك في قلب أوروبا النابض، حيث الحياة والانطلاق والترفيه والتسوق، وبمجرد النظر إلى قلاعها الشهيرة القديمة ستتخيل للوهلة الأولى بأنك في عالم ديزني، ولكنك سرعان ما ستجد نفسك في أحضان أجمل المناظر الطبيعية الخلابة لتتأكد أنك في أجمل وثالث أكبر مدن ألمانيا وعاصمة ولاية بافاريا.. إنها ميونيخ.
تقع ميونيخ، على ارتفاع 520 متراً فوق سطح البحر على نهر إيزار في جنوب بافاريا، وتشتهر بالهندسة المعمارية الجميلة، والثقافة الرائعة، والاحتفالات السنوية الضخمة والتي تلقى شهرة عالمية كبيرة.
ويتسم المشهد الثقافي في ميونخ بخصوصية كبيرة سواء في ألمانيا أو حتى على الصعيد العالمي، بما في ذلك المتاحف الشهيرة التي يقال عنها أنها تفوق في جودتها متاحف برلين، فكثيرا ما يتفاجأ العديد من المسافرين إلى ميونيخ من جودة وجمال المباني التاريخية التي تم بناؤها تتوسط قلب المدينة في مشهد يذهل كل من يراه.
وإذا حالفك الحظ وقمت بزيارة هذه المدينة الجميلة ستكون على موعد مع مشاهدة العديد من مناطق الجذب السياحي الرئيسية والتي يمكن لك الوصول إليها عن طريق وسائل النقل العامة المريحة أو باستخدام الدراجات الهوائية أو عربة (الريكشا) أو حتى سيراً على الأقدام للوصول إلى قلب المدينة، ولعل في مقدمتها المسرح الوطني، ومبنى بلدية ميونخ القديم ومبنى بلدية ميونخ الجديد ذات الأجراس الكثيرة، وصالة فيلدهيرن وملعب أليانز ارينا والكثير من الأماكن التي تشمل كل جوانب الحياة.
ويمكنك في ميونيخ زيارة “قصر نيمفينبورغ” الذي يعد أهم مقصد سياحي في المدينة، حيث يتسم بالحدائق الشاسعة التي تضم عددا من نافورات المياه وجداول المياه وقلاع صغيرة متوارية في جنبات الحدائق الخلفية. ولا يفوتك أيضا زيارة قصر “شلايس هايم” الذي تم تشييده على طراز الباروك المعماري، و”قصر ميونيخ” الذي يعد واحدا من أعظم القصور في أوروبا.
وسيكون محبو المتاحف على موعد مع زيارة إلى “المتحف الألماني” الذي يعد واحدا من أقدم متاحف التاريخ الطبيعي والتقني وأكبر متاحف العالم، والذي يضم سفن شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وغيرها الكثير.
أما متحف بافاريا القومي فسيقدم للزائرين مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى عدة عصور كالعصر القوطي وعصر الباروك والروكوكو وعصر النهضة.
وضمن قائمة المتاحف في ميونيخ ستجد العديد من المتاحف الفنية التي تحتوي على مجموعة هامة من الأعمال الفنية الأوروبية من نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين.
ولهواة السيارات لا يفوتهم زيارة متحف بي إم دبليو لمشاهدة كل ما أتجته بي إم دبليو بداية من سيارة الديكسي (Dixie) نهاية كذلك بالدراجات النارية والسيارات من كل الأنواع.
ولم تنسى ميونيخ محبي الرحلات البحرية، بل وفرت لهم الفرصة لقضاء أجمل الأوقات بين نسمات بحيرة “تيجرن زيه” أو “أمر زيه” أو “شتارنبرغر زيه”، كما وفرت لهم أيضا عند الانتقال من من ميونيخ باتجاه مدينة سالزبورغ السفن الشراعية الملونة التي تتهادى وسط النسيم العليل على صفحات مياه بحيرة “كييم زيه”، فلا تدع الفرصة تفوتك.
وتتمتع المدينة أيضا بوجود عدد كبير من الحدائق التي تجذب الزائرين للاستمتاع بجمال الطبيعة وسط الهواء الطلق، كحديقة النباتات، وقد خصصت ميونيخ لأطفالك حديقة الألعاب الأولمبية، حيث سيجذبهم بكل تأكيد حوض الأحياء المائية الضخم المعروف باسم “الحياة البحرية”، ولعلهم أيضا سيستمتعون بعالم الحيوان في حديقة الحيوان “هيلابرون”.
وعندما يتعلق الأمر بالإقامة في ميونيخ، فلك أن تعلم عزيزي المسافر أن تلك المدينة العريقة تضم العديد من الفنادق التي يفوح منها عبق التقاليد البافارية القديمة في وسط مدينة ميونيخ القديمة،كفندق كوكون ستاخوس، وكذلك فندق في فادي.
وباعتبار أن التسوق أحد أهم الأنشطة في ميونيخ، فيمكنك زيارة شارع “ماكسميليان” الذي يضم مجموعة من أجمل المتاجر الراقية التي تحمل بصمات أشهر مصممي الأزياء والموضة، بالإضافة إلى طرقات “بيروسا” وطرقات “تياتينر”، حيث ستجد أنواع رائعة من من الملابس الفاخرة التي تناسب الحياة اليومية، وللتعرف على الثقافة المحلية يمكنك زيارة سوق فيكتوالين ماركت ألذي يعد أكبر سوق للمأكولات في ميونخ.
ولعلك عزيزي المسافر ستحظى في ميونيخ أيضا بفرصة تناول أجمل الأطعمة والمأكولات المحلية وكذا العالمية، خاصة إذا علمت أن هناك الكثير من فنادق ومطاعم المدينة تقدم اللحوم الحلال وتعرف جيداً متطلبات واحتياجات السائح العربي، بما في ذلك اللغة، وهناك سيمكنك يمكنك تذوق الأطباق اللبنانية المتخصصة ضمن جو أصيل، أو تجربة أشهى المأكولات المصرية الشهيرة، بالإضافة أيضا إلى المأكولات الغربية الأخرى كالتركية والإيطالية.
ونوصيك بزيارة مطعم دير بشهور لتجربة الطعام الألماني التقليدي والتعرف على الثقافة المحلية، أما إذا كنت من هواة البحث عبر التاريخ فيمكنك زيارة مطعم فلسر كوشه الذي ستشعر عند زيارته بكونك عائدا لتناول الطعام في العصور الوسطى.
وتجد ميونيخ صدى واسعا لدي الكثير من محبي الانطلاق والحياة، حتى أطلق عليها اسم المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم في عام 2010، فعندما يسأل الألمان عن المكان الذي يرغبون العيش فيه، فإن ميونيخ تجد طريقها بثبات في أعلى القائمة، ولعل وقوعها على مقربة من جبال الألب وبعض من أجمل المناظر الطبيعية في أوروبا جعلها تحظى بهذه المكانة.
ويقول الألمان أن جمال الهندسة المعمارية، ووجود الحديقة الإنجليزية، فضلا عن وجود أفضل جامعتين في ألمانيا، إلى جانب الكثير من الشركات العالمية، والبنية التحتية الحديثة، ومعدل الجريمة المنخفض في ميونيخ جعلها دوما في المقدمة.