يَاليْتَ مَنْ أَهْوَاهُ عَنِّي يَعْلَمُ
أَنِّي مَشُوقٌ وَالفُؤَادُ مُغْرَمُ
وَ ليْتَهُ يَرْوي عُيُونِي بِطَلَّةٍ
وَ لَيْتَهُ بِالوَصْلِ يَأْتِي فَيَرْحَمُ
شَوْقَاً بِعَينِي وَالفُؤَادُ مَقَرُّهُ
يُبْدَىٰ إِليهِ وَعَنْ سِوَاهُ يُكْتَمُ
كَيفَ لِقَلبِي مِنْ سِقَامٍ يَبْرَأُ
وَالقَلبُ يَعْشَقُ فِي هَوَاهُ يَسْقَمُ
مَا كَانَ حُبِّي إِلَّا فِيهِ مُخَلَّدَاً
وَ لْتَسْأَلُوا فِيهِ السَّمَا وُالأَنْجُمُ
قَدْ هَامَ قَلبِي فِي وِدَادِهِ أَعْمُرَاً
حَتَّىٰ حَوَاسِي مِنْ هَوَاهُ تَعَلَّمُوا
إِن قِيلَ عَنَّا مَا يَقُضُّ وِصَالَنَا
فَالوَصْلُ يُقْصِي مَا يَقُضُّ وَ يَهْدِمُ
رُغْمَ المَلَامِ مَا رَأَيْتُنِي نَادِمَاً
وَ مَنْ عَلَىٰ صَفْوِ الوِدَادِ يَنْدَمُ
مَا خُطَّ شِعْرِي فِي الهَوَىٰ إِلا لَهُ
فَالشِّعرُ فِي غِيرِ هَوَاهُ مُحَرَّمُ
فَمَا القَصِيدُ مِنْ غَرَامِهِ يَكْتَفِي
وَ لَا اللَّيَالِي فِي هَوَاهُ تُعْتِمُ
هُوَ الأَقْمَارُ حِينَ تَمَّ ضِيَاؤُهَا
هُوَ الأَوْطَانُ فِيهَا أَحْيَا وَأَحْلُمُ
إِنْ قُلتُ أَنِّي قَدْ وُلِدتُ بِحُبِّهِ
فَالحُبُّ فُيهِ مِنْ مِيلادِيَّ أَقْدَمُ
خَاصَمْتُ نَفْسِي إِنْ أَرَاهَا تُصُدُّهُ
صَالَحْتُهَا حِينَ عَلَيهِ تُقْدِمُ
أَحْبَبْتُنِي حِينَ أَقُولُ إِسْمَهُ
كَرِهتُ نَفْسِي إِنْ تَرَاهُ يَأْثَمُ
لَوْ أَنَّ يَأْثَمُ مَنْ يُحِبُ بِعِشْقِهِ
فَالإِثْمُ فِي تَرْكِ الحَبِيبِ أَعْظَمُ
إِنْ يَهْزِمُ الحُبُّ قُلُوبَاً يَسْكُنُ
فَالقَلبُ يَهْوىٰ مَنْ حَبيبٍ يُهْزَمُ
عبدالمنعم محمود