أخبار النجم الساحلي..قضية مدرب ... نهاية جيل أم تقصير من المسؤولين ؟
حيرة وقلق... استياء وغضب... حسرة وألم... وأجواء من الانتقالات ما انفكت تهزّ أركان فريق جوهرة الساحل بعد أن خيّب آمال أحبائه، وقد جاء التعادل الأخير ضد الاتحاد المنستيري ليترك حالة كبيرة من الاحتقان والهجوم على اللاعبين والإطار الفني والمسؤولين.
فبعد تفريطه في كأس تونس بطريقة ساذجة والهزيمة أمام فريق أردني مغمور في ذهاب الدور 32 لبطولة محمد السادس للأندية العربية انتظر الجمهور أن يستفيق فريقه ويضع حدّا لهذه العثرات ويصحّح المسار غير أن نجم فوزي البنزرتي عجز لحد الآن عن تحقيق انتصار يعيد الثقة الى النفوس الحائرة.
ولا شك في أن المحبين ومنذ رحيل الفرنسي روجي لومار يشعرون بالاحباط بعد أن عجز الفريق عن إيقاف نزيف العثرات وهو ما أيقض ذكريات سيّئة في نفوس الجميع. وتتشابه هذه الأحداث في أذهان الجماهير وهم يشاهدون تراجع فريقهم من مباراة الى أخرى.
السؤال المطروح هو: هل أن القضية... قضية مدرب؟ أم هي قضية رصيد بشري؟... أم هي أخطاء على مستوى الادارة والتسيير؟
ماذا لو تواصل النزيف ؟
التعادل الأخير أمام اتحاد المنستير زاد وضعية النجم تعقيدا ولعل عبارات الاستهجان التي أطلقها الأحباء تجاه اللاعبين وإطارهم الفني والمسؤولين إنما هي صورة لا تحتاج الى تعليق حول تراجع منسوب الثقة في المجموعة الحالية لفوزي البنزرتي.
والسؤال الحائر الذي ما انفك يردده الجميع: ماذا لو تواصل نزيف العثرات في قادم الاستحقاقات؟ وكيف ستكون طبيعة الوضع لو تعطلت النتائج الإيجابية وعجز أصحاب القرار عن تصحيح المسار؟ حينها ستتعقد الأمور أكثر فأكثر ويتكرر سيناريو الموسم الماضي وستضطر هيئة رضا شرف الدين كالعادة الي الاستنجاد مرة أخرى بـ«الجنرال» روجي لومار لكن لا نعتقد هذه المرة أنه سيلبي رغبتها.
مسؤولية من ؟
يصرّ السواد الأعظم من جماهير النجم على مسح الاخفاق في المباريات التي أجراها الفريق مطلع هذا الموسم في قميص فوزي البنزرتي دون غيره، ويلح آخرون على أن اللاعبين العائدين هم سبب البلية في ظل المردود الهزيل الذي ظهروا به، والحقيقة أن الطرفين يتحملان مسؤولية مجمل العثرات والخيبات. ولا اختلاف حول الثغرات الواضحة في «فلسفة» اختيارات البنزرتي بشريا وفنيا وتكتيكيا. كما أن أداء اللاعبين تراجع بشكل مفزع وكان مهزوزا سواء في الدفاع أو الهجوم الذي فقد نجاعته الى حد اعتقاد البعض أن النجم يعيش نهاية جيل . مع فوزي البنزرتي أصبحت أوراق النجم مكشوفة في ظل تمسكه بخيارات ثابتة حفظها الجميع عن ظهر قلب.
بدأ التشكيك في البنزرتي
في انتظار إجابة لن تأتي حول الاصلاحات العاجلة المزمع القيام بها حتى يستعيد الفريق نغمة الانتصارات نشير الى أن تعادل أول أمس كان مجالا لانطلاق حملة التشكيك في قدرات المدرب العائد فوزي البنزرتي ولعل المتأمل في تعاليق مواقع التواصل الاجتماعي لا يحتاج الى مزيد من التوضيح باعتبار أن الغاية الأساسية من الاستنجاد بخدمات البنزرتي هي مواصلة ما بناه روجي لومار.
عراقيل بالجملة
إضافة الى اختيارات فوزي البنزرتي الخاطئة فإن أسباب أخرى وعراقيل بالجملة حالت دون تحقيق النتائج الايجابية المأمولة التي تريدها الجماهير... وتوجد في الحقيقة العديد من الأشياء التي عطلت عملية الاقلاع منها «الانحرافات» التكتيكية والبشرية التي عرفها الفريق ونتيجة لذلك كانت معاناة الفريق بارزة، ذلك أن الفريق دفع فاتورة الأداء المهزوز لركائزه غاليا... كما تضرر الفريق من الحسابات الخاطئة في ملف التعزيزات والانتدابات بدليل ما حصل مع بعض الأسماء التي لا أحد يعلم لماذا عادت باعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه ومن الواضح أن الفريق لم يجد بعد التوازن المنشود خاصة في ظل التحولات التي شهدها الزاد البشري الذي خسر مجهودات محمد أمين بن عمر وإيهاب المساكني ووجدي كشريدة وياسين الشيخاوي وحمزة لحمر.
هذا المطلوب
يدرك فوزي البنزرتي أن العودة على رأس النجم فرصة إضافية لمعانقة المجد وتعزيز سجله الشخصي بمزيد من الألقاب والتتويجات، ولا شك أن البنزرتي وهو الخبير بأجواء النجم الساحلي يعلم علم اليقين بأن جمهور فريق جوهرة الساحل قد تغاضى عن ضياع كأس تونس ضد النادي الصفاقسي باعتبار أن الحظ لم يكن يومها الى جانب زملاء ياسين الشيخاوي وهو جمهور تحلى بكثير من الصبر على أمل أن تكون الانطلاقة في بقية الاستحقاقات إيجابية إلا أن ذلك لم يتحقق وهذا لا يعني أن الجمهور سينتظر أكثر، وما على فوزي البنزرتي والادارة التي تعمل معه الآن سوى إنهاء أجواء الشك التي استبدت بالفريق من خلال تعديل الأوتار ومنح الأولوية للأسماء التي تستحق اللعب لا الأسماء التي تحسب أن مقاعدها مضمونة.
مواعيد الفريق في سبتمبر
بعد طيّ صفحات مواجهة شباب الأردن سيكون الفريق على موعد مع عدة مواجهات وطنية وإفريقية وعربية خلال شهر سبتمبر المقبل. ووفق الرزنامة المعدة سلفا ستكون المواعيد وفق الجدول التالي:
ـ الأحد غرة سبتمبر: النجم استقبل الاتحاد المنستيري في سباق الجولة الثانية للبطولة الوطني.
ـ السبت 14 سبتمبر: يتحول النجم الى غانا لمواجهة نادي أشانتي كوتوكو في اطار ذهاب الدور الثاني لتصفيات رابطة الأبطال الافريقية.
ـ الثلاثاء 24 سبتمبر: يستقبل النجم نادي شباب الأردن في نطاق إياب الدور 32 لتصفيات كأس محمد السادس للأندية العربية.
السبت 28 سبتمبر: يستقبل النجم أشانتي كوتوكو في إطار إياب الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال الافريقية.
هذا ومن المحتمل أن تعمل الرابطة الوطنية لكرة القدم على برمجة مباراة الجولة الافتتاحية بين النجم وجاره هلال الشابة خلال نفس الشهر .
عيفيّة وفسخ العقد
بعد مشاركته في مختلف مراحل تحضيرات الفريق الأول وما تخلّلتها من مباريات ودية ومحاولة إعارته الى الاتحاد المنستيري التي كان الفشل مآلها وإزاء التجاهل والتهميش الذي ما انفك يلقاه من جانب الاطار الفني وحسب مصادر مقربة من لاعب الأولمبي الباجي فراس عيفية فإن هذا الأخير انطلق في مساعيه الرامية الى فسخ عقده مع النجم الساحلي خاصة بعد خسارته لمكانه في المنتخب الوطني الأولمبي.