يا حيرتي أين حبّي أين ماضية
و أين أين صباه أو تصابيه
قتلت حبّي و لكنّي قتلت به
قلبي و مزّقت في صدري أمانيه
و كيف أحيا بلا حبّ و لي نفس
في الصدر أنشره حيّا و أطويه
قتلت حبّي و لكن ! كيف مقتله ؟
بكيت حتّى جرى في الدمع جارية
أفرغت من حدق الأجفان أكثره
دمعا و ألقيت في النسيان باقية
ما كنت أدري بأنّي سوف أقتله
أو أنّني بالبكا الدامي سأفنيه
و كم بكيت من الحبّ العميق إلى
أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه
و كم شدوت بواديه الوريف و كم
أفعمت كأس القوافي من معانيه
و كم أهاب بأوتاري و ألهمني
و كم شربت الأغاني البيض من فيه
و اليوم واريت حبّي و التفتّ إلى
ضريحة أسأل الذكرى و أنعيه
قد حطّم اليأس مزمار الهوى بفمي
و قيّد الصمت في صوتي أغانيه
إنّ الغرام الذي قد كنت أنشده
أغاني الروح قد أصبحت أرثيه
ويلي وويلي على الحبّ القتيل
و يا لهفي على عهده الماضي و آتيه
ما ضرّني لو حملت الحبّ ملتهبا
يميت قلبي كما يهوى و يحييه
عبدالله البردوني