ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻓَﺮِﺣﺖُ : ﺭﺟﻌﺖ .
ﺿﻐﻄﺖُ ﻋﻠﻰ
ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮَ ﻣﻦ ﻣﺮّﺓٍ ,
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕُ ....
ﻟﻌﻠِّﻰ ﺗﺄﺧﺮﺕُ .
ﻻ ﺃَﺣَﺪٌ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ , ﻻ
ﻧﺄﻣﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺮِّ .
ﺗﺬﻛﺮﺕ
ُ ﺃَﻥ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺑﻴﺘﻲ ﻣﻌﻲ، ﻓﺎﻋﺘﺬﺭﺕُ
ﻟﻨﻔﺴﻲ : ﻧﺴﻴﺘُﻚ ﻓﺎﺩﺧﻞْ
ﺩﺧﻠﻨﺎ ... ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﻀﻴﻒ .
ﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣُﺤْﺘَﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ’ ﻓﻠﻢ ﺃَﺭَ
ﻟﻲ ﺃَﺛَﺮﺍً ,
ﺭﺑﻤﺎ ... ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻫﻬﻨﺎ .
ﻟﻢﺃَﺟﺪ ﺷَﺒَﻬﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ . ﻓﻔﻜَّﺮْﺕُ :
ﺃَﻳﻦﺃﻧﺎ , ﻭﺻﺮﺧﺖ ؛
ﻷﻭﻗﻆ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ،
ﻓﻠﻢ ﺃَﺳﺘﻄﻊ ... ﻭﺍﻧﻜﺴﺮﺕُ ؛
ﻛﺼﻮﺕٍ ﺗَﺪَﺣﺮَﺝَ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﻼﻁ . ﻭﻗﻠﺖ :
ﻟﻤﺎﺯﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﺫﺍً؟
ﻭﺍﻋﺘﺬﺭﺕ ﻟﻨﻔﺴﻲ : ﻧﺴﻴﺘُﻚَ ﻓﺎﺧﺮﺝْ !
ﻓﻠﻢ ﺃَﺳﺘﻄﻊ . ﻭﻣﺸﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ,
ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻧﺤﻮﻱ ﻭﻋﺎﻧﻘﻨﻲ ﺳﺎﺋﻼً :
ﻫﻞ ﺗﻐﻴَّﺮﺕ'َ؟
ﻗﻠﺖ ﺗﻐﻴّﺮﺕ ُ،
ﻓﺎﻟﻤﻮﺕُﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻓﻀﻞُ ﻣﻦ ﺩَﻫْﺲِ ﺳﻴَّﺎﺭﺓٍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ !
محمود درويش