ضاقت و مازالتْ تضيق جواركْ
و الكونُ حولكَ لا يميز حواركْ
و كأنَّكَ المعنيُّ وحدَكَ بالدنا
رهن الضياعِ و بالهموم مساركْ
ماذا فعلتَ لتسكنَ الأحزانُ في
أعماق قلبك أو تحوم بداركْ ؟
كم أوجعتكَ النازلاتُ بثقلها
بل ضاعَ صوتُكَ واستهل دماركْ
وحملتَ من تعبِ السنينَ وجورها
ما لا تطيق مناظلاً بمداركْ
لا نارُكَ انطفأَت وتاهت لا ولا
مُدَّت إليكَ يدُ الذين جواركْ
ماذا فعلتَ لتكفرَ الدنيا بما
أضفاك من ماضٍ عريقٍ زارك؟!
أو خانَ عهدكَ _ من عدوٍ أو أخ
أو من صديقٍ لن يعي أدواركْ
ضاقت و قلبُكَ عامرٌ متزينٌ
بالحبِّ يرفضُ أن تضيق بحاركْ
مهلاً رفيقي ما عهدتك تائهاً
مستسلماً، بل سيداً مضماركْ
لا بحرَ إلا أنتَ نعبرُهُ وما
يحوي الظلام أضاء فيه سُواركْ
نقتاتُ صبرَكَ كلما ضاقت بنا
الدنيـا نظل نسير خلف قراركْ
و نقصُّ خلفَكَ نستقي أنوارنا
منكَ التَّوهجَ و البريق شِعاركْ
أنــور القباطي