آلآنَ تشكو أنّ هجري أوجعَكْ ؟!
وتقولُ إنّ السّهدَ أرّقَ مضجعَكْ
.
وتئنّ من ألمِ الفراقِ بحرقةٍ
وتزفُّ لي عبر الرسائلِ أدمعَكْ
.
وتقولُ أنّي في عيونِكِ نورُها
ووجيفُ قلبي لم يغادرْ أضلعَكْ
.
باللهِ رفقاً يابنَ قلبي واتئِدْ
سبحانَ مَن بعدَ القطيعةِ طوّعَكْ
.
أنتَ الّذي قبلَ الفراقِ أضعتَنِي
وأصخَتَ قلبكَ للعذولِ ومسمعَكْ
.
وأنا الّتي مما يقولُ بريئةٌ
حاشاهُ قلبي أنْ يقولَ ويخدعَكْ
.
لم أبكِ كالأطفالِ حينَ تركتَني
أو أذرفِ الدّمعَ الهتونَ لِأمنعَكْ
.
فالدّمعُ يخشى أنْ يكونَ دريئةً
لو سُلَّ سيفٌ في الخفاءِ وقطّعَكْ
.
أوَلستَ تذكرُ يومَ جئتَ مُبعثراً
فجعلتُ مابين الحنايا مهجعَكْ
.
قد كانَ لي في الصّدرِ قلبٌ واحدٌ
فقَسمْتُهُ نصفينِ حتّى أجمعَكْ
.
بل كنتَ ميْتًا أو تكادُ أتيتَني
فسكبتُ من كأسي الحياةَ لأترعَكْ
.
فجعلتَ من كتِفي الرّقيقةِ سُلّماً
ترقى بها فوقَ الغيومِ لِترفعَكْ
.
والرّوحُ كانت في يديكَ وُريقةً
فقطفتَها .. وأخذتَ أنفاسي معَكْ
.
كم مرةً قبل الفراقِ صددْتَنِي
والآنَ أسمعُ في الهزيعِ تضرّعَكْ
.
فأكادُ أشعرُ أنّ قلبي دميةٌ
وخيوطُها لمّا تفارقْ إصبعَكْ
.
لِتعيدَ فيهِ الآن رعشةَ نبضِهِ
ليفرَّ منّي في الصّباحِ ويتبعَكْ
.
وكأنّ ربّي بعد خلقي طينةً
بحُشاشتي يومَ الولادةِ أودعَكْ
.
يامنْ لهُ بينَ الضّلوعِ سريرُهُ
قُلْ لي رجعتُ لكي أُرتّبَ مخدعَكْ
احمد باج