بَكَتِ السّمَاواتُ العُلى وتَفطّرَت
وَسَرى غَمَامُ الحُزنِ نَجْدَاً للفَضاء
مِن أجْلِ مَن تَرَكَ الخَلائِقَ وأعْتَلَى
خَيْلَ المَنُونِ وَحطّ في أرضِ البلاء
هذا حُسينٌ ياسماءُ فَأَجْمِعِي
كُلَّ النُّجُومِ وَأَنْصِبِي اليومَ العزاء
فَسلِيلُ طَه ضامِيَاً يبقى فَرِيد
مَن ذا يُحامي عن وريث الأنبياء
والصّحبُ بين مُبَضَّعٍ وَمُجزّرِ
والسِّبطُ ينعى والأسى يعلُو السّماء
رحلو ا فما أبقى الفُراقُ تصبُّرَاً
وَغَدَت جُسُومَهُمُ الزّكيةُ بِالفلاء
أين الكفِيلُ وقاسِمٌ والأكبرُ
فوق الصّعِيدِ رِوَاكِدَاً في كربلاء
خَلتِ الخِيَامُ مِنَ الهواشمِ يالها
مِن نَكبةٍ صُبَّت على خيرِ الإباء
ما حالُ زينبَ والبُدُورَُ تناثَرت
حولَ النِّساءِ على الثَّرى تُملي العراء
مكسُورةَ القلبِ وَمَبْثُوثَ الدّموع
وَتَوَشّحَ الهمُّ بِها مِثلَ الرِّداء
أنْثُرْ ضَرِيِمُكَ أيّها الليلُ وَخُذ
عَبَقَ النّبُوّةِ مِن دِماءِ الأتقياء
يالهفَ قلبي مَن يُوَاري أنجُماً
تُرِكُوا بِأرضِ الطّفِّ مِن غيرِ غِشاء
للّهِ مِن فِعلِ الدَّعِيِّ بِصفوةٍ
قد غالها الحِقدُ وأبناء العِداء
فالكونُ أمسى يَصبِغُ الأرجاء مِن
دِمَائهُم فَوَيلُ قومِ الأدْعِيَاء
قد حاربوا آل النبيِّ فبالغدِ
محمّدٌ بالحشر خصم الأشقياء
كتاباتي...