الوداع الأخير
يَاحَاْديَ العِيسِ مع الكَوْمَاءِ
.. قِفْ سَاعَةً فِي سَاْحَةِ البَيدَاْءِ
إرجَع إلَى أَرضِ المَدِينةِ إنَّها
.. دارُ الأحِبّةِ روضَــــــةٌ سَمقَاءِ
دَعْنِي أودِّعُ مَن بِهِم قَد عُلِّقَت
أَروَاحُنَا فِيهِم مَع الأحشَاءِ
إنَّ الوِداعَ على المُسَافِرِ يٌألِمُ .
وَتَرَاهُ يُذرِفُ دَمعَـــةً بِبُكَاءِ
وَتَرَاهُ يُلقِي نَظرَةً قَد مُلِأت .
في جَوفِهَا دَمعَ الجَوى المِعطَاءِ
قُلتُ السَلامُ عَلى الأحِبَّةِ والقَذى
. قد أَحرَقَ العَيــــنَ بِلا استِحيَاءِ
فَرَفَعتُ كَفِّي بِالهَجِيرِ لِأُرسِلُ الـ .
أَشوَاقَ في رِيحِ الهَوى النَّكباءِ
مِن بَينِ كَوكَبةِ النِّياقِ وحالتِي
. خَرَّت لَهَا الأطوَادُ بِالأرَجاءِ
وَتَسِيرُ قَافِلةُ المَنُونِ لِكَربَلا .
بَينَ الأَكِمَّةِ تَحتَ أُفقِ سَماءِ
كَي تَكتُبَ الأَقلامُ قِصَّة مَن بَقوا
. فِي حَومَةِ المَيدَانِ والهَيجاءِ
يَبقَى الحُسينُ تَزُفُّهُ أَسيَافُهُم
. نَحوَ الجِنانِ مُقَطَّعَ الأَعضَاءِ
ذِكرَاهُ في مَرِّ العُصُورِ ستُكتَبُ
. في صَفحَةِ الكُتَّابِ والأُدباءِ
وَلَه ُيَهيمُ الفِكُر بَين كَواكِبِ الـ
. أَسحارِ في نَجمِ العُلا الوضَّاءِ
إنَّ القَريحَةَ كَم تَجُودُ لِذِكرِهِ
. تَستَلهِمُ الأفكَار لِلشعَراءِ