أنصار السماء
.
.
حُزناً سَمِعْنَا إبنَ حذْلَمَ ناَعِيَة
وَمَدَاْمعُ الحُزْنِ بِخَدِّهِ جَاريةْ
ناَدَى وَقَدْ مَلأ الزَّمَانَ بِصَيْحَةٍ
قد مَات أنصَارُ الحُسَينِ الثَاويةْ
رَحلوا بِأرضِ الطف صَرْعَى كُلُّهُمْ
قد فَارقوا هَاذِي الحَيَاةَ الفَانية
بِيضُ الصِّفاحِ عَليهُمُ قد لَعِبَتْ
ورؤوسُهُمْ بالسُمْرِ تَبقَى عَالية
الدَّم صَار الغِسلُ والتُّربُ غدا
كَفَنٌ خيوطُهُ مِن دِماءٍ قانية
أعضائُهُم قد وزِّعت في كَربلا
وَغَدت تُحَرِّكُها الرِّيَاحُ السَافية
تَحْتَ الأوارِ وفي الهَجيرِ لقد قضوا
وجُسُوْمُهمْ لِلْحَشرِ تَبقى عَارية
هُم فِتيةٌ قد آمنوا بِرَبِّهِمْ
وبقوا على الرَّمْضَاءِ فَوقَ النَّائية
أجسَادهم فوقَ التُّرابِ تُمَدَّدُ
ودمائُهُمْ عَبقُ الزُّهُورِ الزَاكية
أينَ الَّتي كَانَتْ تُزاوُرُ فَتيةً
في كَهفهم وتزُورُ أَهلَ الغَافية
بَل أينَهَا شَمْسُ النَهَارِ وَلَمْ تَزَلْ
تَرْمِي الشَرارَ على الجُسُومَ الباقية
ذا لَهذَمُ الهَيْجَاءِ صَار يَظلُّهم
وبقى الحُسَامُ كَمَا الجِبالُ الرَاسِية
أشلائُهُم صَارَتْ كحبَّات الذَرى
وعليهُمُ تَعدوا الخُيولُ العَادية
هَمَعَتْ على أجْسَادِهِمْ من عَيْنِهَاْ
كُلُّ الثواكلِ والنُّفوسُ الطَاوية
وَبَقَتْ أَمِيرةُ آلِ أَحْمدَ بَعْدهُمْ
تُسبَى على ضَهرِ العِجَافِ الرَاغِيَة
ياكربلا ياروضَ عَشقٍ للذي
مَالو لَكِ مِثلَ القطوفِ الدانية
.
.
يوسف زليخ البحراني
محر1441هـ