كذبة الدولة الدينية والدولة المدنية
عشنا مع العلمانية ودعاتها ونحن نعرف على نحو الاجمال
ان هدف العلمانية هي فصل الدين عن المجتمع في حقيقتها
وعن السياسة في ظاهرها ..
عموما لا يوجد شك في تعريف العلمانية بالمجمل .
ولكننا اصبحنا على مصطلح فضفاض وهو المدنية .
في العمل الثقافي والفكري من اخطر ما تواجهه في عملك هو المصطلحات المعومة.
فما هو تعريف الديمقراطية ؟
ماذا يقصدون بالحرية والارهــاب ؟
اذا ما ارادوا احتلال بلد اتهموه بالارهــاب حتى وان كانوا هم يمارسونه .
لا احد يستطيع ان يقف بوجه هؤلاء لأنّهم وبكل بساطة يمتطون تلك المصطلحات
الغير واضحة والغير محددة .
حسناً
ماذا يقصد هؤلاء بالدولة المدنية ؟
لستُ ضليعا في اللغة العربية والعلوم السياسية .
ولكن استطيع الجزم أننا أمام مصطلح معوم وغامض
ولا احد يملك الجرأة على تعريفه بشكل دقيق ولا يوجد تعريف محدد له .
فإذا كانوا يقصدون بها الوجه الاخر للعلمانية
وهي فصل الدين عن المجتمع والدولة فلماذا لا يصرحون بذلك علناً ؟
هل هذا اسلوب جديد لتسويق العلمانية
التي تحضى بنفور نسبي لدى المجتمعات الاسلامية ؟
او يقصدون مثلا بها الدولة المنزوعة السلاح
على فرض ان العسكرية نقيض المدنية. فتقول دولة مدنية ودولة عسكرية
وبهذا المعنى لم يأتوا بشيء جديد لان الحكم في العراق مدني وليس عسكري .
في كلامي هذا لم اقصد ان اشتبك مع احد
وانما اتسائل
ماذا تقصدون بالدولة المدنية ؟
اذا تكلم البعض وقال نقصد بها دولة المؤسسات!
فهل الاسلام يتعارض مع دولة المؤسسات ؟؟
هل الاسلام يمنع قيام الوزارات والتنظيم المؤسساتي والهيكليات الادارية ؟
المعهودة , الم يمارسها في بداية نشوءه ؟
هل الاسلام يمنع الانتخابات وتشكيل الحكومات بما يناسب الشعوب واختلافاتها ؟
من ينكر ذلك هو لم يفهم الاسلام حقا ولا يعرف مرونة الاسلام في ذلك
ولا يعرف ان شرط الاسلام المؤسساتي قائم وبكل صرامة
على الكفاءة والنزاهة والتي يسميها بالتقوى
نعم هذه التقوى الادارية .. كفاءة ونزاهة
اعيدوا تعريف المصطلحات
فالاسلام لا يتعارض مع دولة المؤسسات ولا يفرض على المجتمعات
نفسه دون ان تكون مستعدة له او متقبلة له
نحن نعيش غربة في زمن أفل فيه نجم العلماء والكتاب الاسلاميين والتي
نحن بحاجة لتلك الانوار المضيئة التي تنير للامة ما اختلط عليها من مفاهيم ومصطلحات .
من يستنكف من الاسلام فهو كمن اعرض عن ذكر الله
ومن يعرض عن ذكر الله فان له معيشةً ضنكاً وحياة بلا هدف او طموح .
وانما يريدونه اسلاما طقوسيا لا يتعدى عتبة المساجد والعتبات الحسينية ولا يتعداه الى غير ذلك
طبعا لايفوتنا ذكر جماعة من الناس وعن حسن نية
ارادوا تصدير الاسلام وجعلوه يركب موجة الدولة المدنية الافتراضية المزعومة
كما تروج لذلك منظمات السفارة الامريكية
ولكنهم سوف لن ينجحوا لان ما مر على الاسلام سابقا من موجات فكرية شاذة
اكثر ربما من ماموجود الان
ولكن الموجات انحسرت والاسلام بقي ديناً شامخاً ناصعاً يزداد عدة وعدداً
تحياتي لكل مَن مر من هنا