ثقافة عاشوراء - الكوثر: يقول الكاتب المسيحي المعروف، أنطوان بارا، إن "الحسين (عليه السلام) ضمير الأديان، ولولاه لإندرست كل الأديان السماوية، فالإسلام بدؤه مُحمّدي وإستمراره حُسيني، وزينب (عليها السلام) هي صرخة أكملت مسيرة الجهاد والمُحافظة على الدين".
يقول الكاتب المسيحي أنطوان بارا، مؤلف كتاب (الحسين (عليه السلام) في الفكر المسيحي) حيث يرى "لقد أراد الله سُبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الدين الوليد، فأرسل الحسين (عليه السلام) الى جدّه بقماشة شهيد دون الأنبياء، فكان المُنعطف "كربلاء"، فلو لم يقم الحسين (عليه السلام) بثورته، لما تبقّى شيء من التوحيد أساساً، ولأصبح الدين الإسلامي الجديد مُرتبطاً بمُمارسات السلاطين الذين على المُجتمع القبول بهم والرضوخ لجورهم واضطهادهم مهما حدث باعتبارهم (ولاة للأمر)".
ويُضيف بارا "إنّي أعتقد بأنّ الحسين (عليه السلام) كان مسيراً في هذا الإتّجاه لأنّ له وظيفة إلهية مُحدّدة، كما للأنبياء وظائف إلهية مُحدّدة، ولكن مع الأسف، فإنّه على الرُغم من أنّ الحسين (عليه السلام) شخصية مُقدّسة عندكم أنتم الشيعة والمُسلمين، إلا أنّكم لم تعرفوا قدره وأهملتم تُراثه وثورته، إذ الواجب عليكم أن تعرفوا كيف تنصروا هذا الإمام العظيم اليوم من خلال قول الحق ونُصرة المظلوم وإصلاح المُجتمع وتحقيق العدالة والحريّة، والمُفترض أن تكون لديكم أمانة تامّة بتوصيل صيحته يوم عاشوراء الى العالم، وهذه الأمانة تستدعي التعمّق بأركان وروحية حركته الثورية وعدم الإكتفاء بالسردية والمظهر الخارجي للواقعة".
ويُشير الكاتب المسيحي "إنّني مُنذ زمن إجتمعت مع أحد البطارقة المسيحيين في لبنان فقال لي: (مُنذ زمن طويل وأنا أسمع أنّ المسيح قد تنبّأ بشهيد، ولكنّني لم أعرف من هو، وعندما قرأت كتابك إقتنعت بهذه الفكرة التحليلية السليمة، فالحُسين الشهيد هو المقصود بلا شك)، وهذه شهادة من عالم مسيحي مُتنوّر غير مُتعصّب وهي تُثبت تحليلي".
ويرى أنطوان بارا إن "التشيّع هو أعلى درجات الحُب الإلهي، وهو طبيعي لكل من يُحب آل البيت (عليهم السلام) من ذُرّية مُحمّد وعلي (عليهما السلام)، وهو فخر للبشرية، وكُل شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته فإنّه يُمكن أن يكون شيعياً لعظمة الإقتداء بأهل البيت (عليهم السلام)، وكي يُحافظ على جماليات عقيدته".
ويُبيّن بارا إن "الشعائر الحُسينية تُسهم كثيراً في تنشيط الذاكرة والضمير، لأنّها تُمثّل الواقعة من دون إيذاء الغير، وهذا يترك ذخيرة إيمانية طُوال الحياة، فأنت حينما تلطم نفسك فإنّك تُعاقبها معنوياً لأنّك لم تكن في زمان نُصرة الحُسين (عليه السلام)، وهو يعني أنّك مُستعد الآن للتضحية بنفسك وكل ما تملك في سبيل الإلتحاق بركب الحُسين (عليه السلام)".
الحسين عليه السلام في الاديان :
" يوحنا " يخبر عن المذبوح بكربلاء:
فقد جاء في سفر يوحنا باللغة العبرية:
كي أتا نشحطتا
وي بدمخا قانيتا لإيلوهيم
من كل مشبحا وي لا شون وي كل عم وي گوي
وي إيريه وا اشمع
قول ملاخيم ربيم
قورئيم عوشير وي حاخما
وي گبورها وي هدار كاود وي براخا (1).
و يعني هذا النص:
إنك الذي ذبحت
وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب
و من أجل إنقاذ الشعوب والأمم
وسينال هذا الذبيح المجد
والعزة والكرامة وإلى الأبد لأنه
جسد البطولة والتضحية بأعلى مراتبها.
يشير النص العبري إلى الإمام الحسين عليه السلام من خلال ما جاء على لسان " يوحنا " بأنه المذبوح الذي ضحى بنفسه و أهل بيته من أجل الله و أنه سينال المجد والعزة على مر العصور حيث نجد الإشارة إلى أنه (ذبح، قتل) من خلال صيغة اسم الفاعل (نشحطتا) وهي مشتقة من الفعل (شاحط): (ذبح، قتل)
(2) ثم نجد في النص العبري تأكيدا آخر على أن المذبوح يشري دمه الطاهر قربة إلى الله و ابتغاء مرضاته من خلال عبارة: (بدمخا قانيتا) فالفعل (قانيتا) هو بالأصل: (قانا): (اشترى، باع) و (التاء) في (قانيتا) هي (تاء المخاطب) (3) ثم الإشارة إلى نكتة مهمة وهي أن هذه التضحية و هذا القربان الذي قدمه الحسين عليه السلام لكل الشعوب والأمم على اختلاف لغاتهم وقومياتهم بقوله: (من كل مشبحا ولا شون وعم وگوي) (4). ثم يؤكد النص على أن الله سيجعل - لسيد الشهداء - المجد والكرامة والعزة بقوله: (وي اشمع قول ملاخيم ربيم قورئيم عوشر وي حاخما وي گبورا وي هدار كاوود) (5).
و هذا ما ينطبق على سيد الشهداء المذبوح بكربلاء، الذي انفرد بهذه الخصوصية التي ميزته عن بقية الشهداء على مر التأريخ.
" أرميا " يخبر عن مذبحة كربلاء:
فقد جاء في سفر " أرميا "
وي هيوم ههوكاشلوا
وي نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات
وي آكلا حيرب
وي سابعا
وي راوتا من دمام
كي زيبح لأدوناي يهوا
تسواؤوت با إيرتس
تسافون إل نهر فرات (6).
و يعني هذا النص:
في ذلك اليوم يسقط القتلى في المعركة
قرب نهر الفرات
وتشبع الحرب والسيوف وترتوي
من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة
بسبب مذبحة رب الجنود في أرض
تقع شمال نهر الفرات
فالنص الذي أخبر عنه " أرميا " يكشف بكل وضوح عن ملحمة الطف في كربلاء الحسين، و من خلال التحليل اللغوي للنص العبري نجد تعظيما لفداحة ما يحدث في ذلك اليوم حيث يسقط القتلى في المعركة: (كاشلوا وي نافلوا) في شمال نهرالفرات: (تسافونا عل يد نهر فرات) (7) ثم التأكيد على أن:
الحرب والسيوف ستشبع و ترتوي من الدماء التي ستسيل في ساحة المعركة: (وي آكلا حيرب وي سابعا وي راوتا من دمام)، والإشارة ثانية إلى أن هذه المذبحة ستقع شمال نهر الفرات:
(تسافون إل نهر فرات). فإخبار " أرميا " بسقوط الشهداء وارتواء السيوف من دمائهم على أرض تقع على (نهر الفرات) يدل دلالة واضحة على أن هذه الأرض هي (كربلاء)، لأن (عبيد الله بن زياد) عندما بعث (بعمر بن سعد) على رأس جيش فلقي الحسين عليه السلام بموضع على الفرات يقال له (كربلاء) فمنعوه الماء وحالوا بينه و بين ماء الفرات.
من هو قتيل شاطئ الفرات في الكتاب المقدس ؟!.
عندما بحثت في معجم الكتاب المقدس وجدت أن ((كركميش)) تعني كربلاء فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة وكأن مصير البشري يتوقف عليها؟!..
كتبت ايزابيل بنيامين ماما آشوري من العراق :
من هو قتيل شاطئ الفرات ؟ .. ضمن دراستي الكهنوتية للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وانا اتفكر في نص غريب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقية ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه.
التقيت بقداسة الانبا المقدس البطريارك الماروني "صبيح بولس بيروتي"، وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات، فمن يكون . فنظر إلي مليا ثم قال: " لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هذا ضمن دراساتك ما اجبتك على سؤالك ولكني سأجيب. قال : أولا أن شاطئ النبوءة يمتد طولا على امتداد نهر الفرات من منابعة وحتى مصبه في البصرة. ولكنني استطعت أن احصر منطقة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من بابل. الثاني : بحثت ايضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة. قلت له : واين المكان ومن هو الذبيح؟ قال : أن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس (ابن نبي) وهو سيّد عظيم مقدس اسمه ((اله سين )). ولما سألت قداسة الاب بطرس دنخا كبير الاساقفة عن معنى كلمة ((إله سين )) قال : أن العرب كانوا في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء . فتصبح (الحسين) . هذا هو المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء.
من هذه النقطة بحثت وتعمقت والآن أضع هذا النص بين يدي الاخوان لعلي احظى بإطلالة شافية كافية وافية مع أن النص واضح لأنه يُشير إلى معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في ارض يُقال لها ((كركميش)) من أجل ارجاع خلافة مغتصبة لأن النص يقول بأنه هذا السيّد ذهب ليرد سلطته . وعندما بحثت في معجم الكتاب المقدس وجدت أن ((كركميش)) تعني كربلاء فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن مصير البشرية يتوقف عليها .
صحيح اني وضعت احاديث واشياء تدل على هذه الواقعة لكن كلها افتراضات لأني لست من داخل الحدث الإسلامي ولكن هذا الشيء موجود على شكل نبوءة لم يستطع احد ان يغيرها او يتلاعب بها ، ومنذ كتابتها منذ لآلاف السنين لم تتحقق هذه النبوءة إلا في الاسلام من حيث المكان والشخص المقتول كما يقول كبير علماء اهل الكتاب والمتضلع بالكتب السماوية ((كعب الاحبار بن ماتح )) اتمنى القراءة بتدبر وتروي وعدم الانسياق وراء العاطفة وإنما يتم تحكيم العقل .

خريطة كربلاء القديمةجاء في سفر إرمياء
خريطة كربلاء القديمةجاء في سفر إرمياء الاصحاح 46 : فما 6 ـ 10 النبوءة التالية وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان وصف إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة فقد كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع والجيوش التي التفت حوله : (( أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع . لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء ، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات )) .
أهل الكتاب كانوا ينتظرون "السيد المذبوح" :
ثم ماذا تقول النبوءة عن اسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان ؟ تقول : ((ذهب ليرُد سلطته إلى كركميش ليُحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يُقال لها رعاوي عند الفرات )). وكلمة كركميش تعني كربلاء ، وكلمة رعاوي هي الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس (رعاوي) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس ولا يُعرف بالضبط السر في وجود دور عبادة لأهل الكتاب في هذا المكان تحيط به المقابر، ولكن الأب أنطوان يوسف فرغاني يقول : بأن اكثر اهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا ، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظرونه ، ولذلك لم يُقتل مع هذا المقدس عند نهر الفرات سوى نصارى اثنين يُقال انهم اعتنقوا دين هذا المقدس. لم يصف احد من شخصيات الاديان نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث رعاوي الصحراء القاحلة . فقط الحسين عليه مراحم الرب وبركاته يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة ، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : ((ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين فقلنا هذا هو لأننا نروي ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان)) .
كعب الأحبار يتنبأ بمقتل الحسين (ع) :
ملاحظة أن كعب الاحبار قال ذلك امام حشد من الصحابة وغيرهم كما في الرواية التالية ((ولمّا أسلم كعب الأحبار وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان وكعب يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثمّ قال كعب: نعم ، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة الّتي لا تنسى أبداً ، وهو الفساد الّذي ذكره الله في الكتب ، وقد ذكره في كتابكم بقوله : ( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وإنّما فتح بقتل هابيل ، ويختم بقتل الحسين )) المصدر انظر مقتل الخوارزمي الجزء الأول ص 162 . هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار رواية امام أهل السنة احمد التي تؤكد بأن ابن النبي يقتل بشاطئ الفرات وإليك الرواية : ((روى الامام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: قال: «دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات)) أو في الرواية التالية : ((روى الشافعي ـ في باب إنذار النبي (صلى الله عليه وآله) بما سيحدث بعده ، من كتابه أعلام النبوة ـ
عن عروة، عن أم المؤمنين عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي )) بحثت فلم اجد غير ذلك تفسيرا فهل هناك اضافة لا أعرفها....!!.