* جِهَةُ الشَّمسِِ..*
أندَسُّ في أحشَاءِ الظِّلمَةِ
أتَغَلغَلُ في حُضنِ الوَقتِ
وعلى أطرَافِ ارتِعَاشِي
تَتَوَغَّلُ أنفَاسِي
في شُقُوقِ السَّكِينَةِ
أبحَثُ عَنْ مَلاذٍ لِتَهَدُّمِي
وَمَخبأٍ لاحتِرَاقِي
فَأنَا غَارِقٌ في اْلِانْدِثَارِ
وَمَحكُومٌ بِالتَّشَتُّتِ
في أصقَاعِ الفَجِيعَةِ
وَبِصَحرَاءِ المَوت ِ
أزحَفُ فَوقَ آهَاتِي
أجُرُّ نَزفِي
أحمِلُ أثقَالَ غُربَتِي
وَأمسِكُ بِحَبلِ السُّرَّةِ لِلتُرَابِ
يَا هَذَا المَوجُ القَادِمُ مِنَ الغُبَارِ !
يَا هَذَا الرَّعدُ المُنبَثِق ُ مِنَ الخَرَابِ !
وَيَا ذَاكَ الصَّاعِدُ مِنْ عَطَشِ السَّرَابِ !
إنَّ المَوتَ يُورِقُ
فِي سَمَاءِ بِلادِي !
إنَّ الشَّجَرَ يُثمِرُ القُبُورَ !
وَأرى النَّسَائِمَ تَتَهَالَك ُ
عَلَى شَفَتَيَّ وَردَةٍ !
والنَّدَى يَلعَقُ وَخَزاتِ الشَّوكِ !
الأرضُ تَعَرَّتْ مِنْ عُشبِهَا !
والسَّمَاءُ فَقَدَتْ عُذرِيَّةَ الغَيمِ !
كُلُّ مَا هُوَ مُمتَدُّ ..تَقَلَّصَ !
كُلُّ مَا هُوَ مُرتَفِعُ .. تَهَاوَى !
وَكُلُّ مَا كُنتُ أطمَئِنُّ إلَيهِ
صُرتُ أخشَاهُ !
فَالبَحرُ يَنصب شِبَاكَهُ لِلمَرَاكِبِ !
وَالمَاءُ يَغرِزُ مَخَالِبَهُ في الحَنَاجِرِ !
والقَمَرُ
هَذَا المُتَلَصِّصُ اللَعِينُ
دَلَّ على جِهَةِ الشَّمس ِ
فَاكتَظَّتِ الحُرُوبُ
على سِعَةِ الشَّرقِ ! *
مصطفى الحاج حسين .