إن الأرواح الشريرة هي كائنات ساقطة وأرواح بدون أجساد. ولكونها كذلك، فهي تسعى إلى سكنى الإنسان ليكون لها مجال أكبر في التعبير عن نفسها. وباعتبارها كائنات ساقطة فهي تسعى إلى التسلَّط على الجنس البشرى وسيادتهم عليه وإن أمكن أن تسكن فيه.
ولكي ندرك كيف يمكن للشياطين والأرواح الشريرة أن تؤثر على الجنس البشرى، نحتاج أن نفهم الفرق بين روح الإنسان ونفسه وجسده. كما نحتاج أيضًا أن نميز الفرق بين تسلَّط الشياطين على الإنسان، وسيادتهم عليه، وامتلاكهم له.
لنبدأ بالنظر إلى الفرق بين روح الإنسان ونفسه وجسده. عندما ندرك أن الإنسان هو روح لديه نفس ويسكن في جسد فعندئذ نستطيع أن نفهم كيف يمكن للمؤمنين أن يعطوا مكانًا لإبليس في أنفسهم وأجسادهم
الإنسان كائن روحي
قال أحدهم أن الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء: الروح والنفس والجسد. لكني لا أفضِّل أن أصف الأمر هكذا لأنه مضلِّل.
فالإنسان في الحقيقة هو روح، ولا يمكن أن نعتبر روحه جزءًا منه وحسب. فهو كائن روحي، يمتلك نفسًا –تتكون من ذهن وإرادة ومشاعر– ويسكن في جسد.
عندما نعبِّر عن تكوين الإنسان بهذه الطريقة فإن طبيعة الإنسان الحقيقية سوف تأخذ مفهومًا مختلفًا عن مجرد قولنا أن الروح هي “جزء” من الإنسان، والنفس هي “جزء” آخر، والجسد هو “جزء” ثالث. ففي الكتاب المقدس نستطيع أن نرى الطريقة التي يُقسِّم بها الله الإنسان. فهو يوضح الفرق بين روح ونفس وجسد الإنسان. إن كان هؤلاء الثلاثة واحدًا، فلماذا يفرِّق الكتاب بينهم؟
يتبع ...