الغذاء ثقافة وعلم … حقائق تغذوية هامة للغاية
لم تعد تقاس درجة تقدم الأمم بثقافتها العلمية والأدبية وبثقافة الكمبيوتر والانترنت وثقافة الموبايلات والرسائل القصيرة فقط بل ان هناك ثقافات كثيرة بد أت في الآونة الاخير تثير الاهتمام وتوثر إيجابا على حياة الشعوب والأفراد من أهمها ثقافة الغذاء الصحي والبدن فلابد من العلم بماهية غذائك وشرابك وماهية بدنك الذي خلقه الله في احسن تقويم حيث لا بد من الحفاظ عليه وعدم تعريضه الى التهلكة بتناول الأطعمة والاشربة التي تجلب الأمراض وتعجل بشيخوخته كتناول الأطعمة الدسمة والحلويات والخمور والتدخين مع قلة الحركة والنشاط حيث اصبحت حياتنا تعتمد كليا على الريموت ( وما ادراك ما الريموت ) .يجهل البعض ان الغذاء بكل اشكاله والوانه هو ماده ضرورية للانسان في اي موقع كان , بل وعلم ايضا له جذوره الضاربة في اعماق التاريخ . والغذاء الذي وجد على هذه البسيطة قبل ان يخلق الانسان الذي عمل جادا, كي يجد الانسب منه ,ليسد به رمقه , ويواصل عيشه , وحياته اليومية لقد تطورت الحياة الغذائية.و مع التطور الفكري للانسان , الذي ( نبش وبحش ) بالفطرة اولا وبالبحث حتى اصبح لدينا ما يسمى بالعلوم الغذائية.ان ثقافة الجدات والامهات الغذائية في السابق , رغم بساطتها , كانت توفر للابناء الحياه السليمه والصحية ،وتؤمن لهم البناء الجسدي الممتاز ،لان تنوع المائدة حينذاك كان يؤمن للجسم حاجاته .ومع تسارع الزمن ، وتطور الحياة ، أصبحت الأجساد منهكة والأمراض منتشرة لغياب الحد الأدنى من الثقافة الغذائية من قاموس الامهات اليوم ، والابناء الذين يركضون وراء الوجبات السريعة والشيبس ،وانتشار الاغذية الجينية ،والبلاستيكية والمواد الكيمياوية التي تدس في غذائنا ، والتلوث الذي يضرب اطنابه في مائنا وغذائنا جعلنا اليوم مهددين اكثر من اي وقت مضى بالخطر ، الذي نحتاج الى ان نتسلح لاجله بالعلم والثقافة الغذائية.و نحتاج نحن الى تلك الماكولات القديمة التي جعلت اجدادنا واباءنا لايعرفون الطبيب ولا الدواء ،وعزيمة رجل في السبعين تضاهي قوة اربعة رجال في الخامسة والعشرين من هذ الجيل .ولمن ينكرون علينا اهمية الثقافة الغذائية في ساعات حياتنا اليومية ،نؤكد من جديد بل ونطالب لان تكون مادة دراسية هامة في مناهج طلابنا منذ الصفوف الأولى ،كي يدرك الطلاب خطر الملونات والمضافات الغذائية والبطاطس المقلية التي باتت وجبته اليومية ،بل ونزيد من مطالبنا بان نولي الحكومات اهمية لنشر الثقافة الغذائية ومحو امية الامهات والاباء في هذا المجال .كما نطلب ان تكون لدى مزارعنا وبائعنا وصاحب المخبز والمطعم ثقافة غذائية صحيحة ومخافة الله حتى لانغش من اجل حفنة من النقود .ان هناك الكثير من الثقافات الغذائية والاساطير المتوارثة والتي تبدو وكأنها حقائق بل وهكذا يتعامل معها معظم الناس وكثيرا ما نجابه بالنقد والصراخ والاحتجاجات بل وقد يخرج البعض من قاعة المحاضرات والندوات احتجاجا على مانكشفه من زيف هذه الاقاويل والادعاءات المتوارثة التي تتعارض ما يترسخ في ادمغتهم حول الغذاء الصحي والبدن ومن هذه المعتقدات المتناقلة والمتوارثة :1. مرضى السكري والعسلقال تعالى في سورة النحل ” واوحى ربك الي النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات ” اي كلي من كل الأزهار والثمار التي تشتهينها من الحلو والمر والحامض فان الله بقدرته يحيلها الي عسل وليس على النحل الا طاعة اوامر الخالق بان يأكل من كل الثمرات ولا ينتقي السدر او المليسا او او غيرها من الازهار كما يدعي بائعوا العسل بان هذا العسل نوعه سدر ومليسا وهكذا ثم قال تعالى ” يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ”ان الله تعالى لم يذكر انه شفاء لكل الناس ولكل داء وفي كل حال بل لما كان شفاء للبعض ومن بعض الامراض صلح بان يوصف بان فيه شفاء وليس الشفاء كما يدعي معظم من يداوون بالطب البديل ويصفون العسل لمعظم الامراض وخصوصا لمريض السكري متجاهلين ان العسل عبارة عن مادة حلوة لزجة تتكون أصلا من حوالي 40 % جلوكوز + 35 % فركتوز اليست هذه سكريات تحتاج لهرمون الانسولين لتمثيلها وهضمها صحيح ان سكر الفركتوز الاحادي لا يحتاج الا للقليل من الانسولين ولكن يجب ان لا ننسى النسبة الغير مستهان بها من الجلوكوز .وقد ادرج العسل عالميا ضمن لائحة الماكولات الممنوعة لمريض السكري وهذا ما تفق عليه الأطباء ومستشاروا الغذاء الصحي والتغذية وكثيرا ما يبدأ من يكتشفون مرض السكري لديهم بالمداواة بالعسل بناء على توصية بعض الاهل والاقارب والجيران والعطارين والمتطفلين على الطب البديل ليكتشف المريض بعد وقت قليل الارتفاع المفاجيء والغير معقول بنسبة السكر في الدم بدلا من ان ينخفض وتتحسن حالته .2- هل حقا ان الحليب مصدر جيد للكالسيوم ؟يحتوي جسم الإنسان على حوالي 1 كغم من الكالسيوم وتتركز النسبة الكبرى منه حوالي (99% ) في العظام والاسنان حيث توفر لهما القوة والصلابة .ان نقص هذه المادة في جسم الانسان قد يؤدي للاصابة بما يسمى بهشاشة او وهن العظام هذا المرض الصامت القديم حيث كان اول من اشتكى منه سيدنا زكريا عليه السلام فقد قال تعالى على لسان عبده زكريا عليه السلام ” قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك ربي شقيا ” ، ان مبدأ الوقاية خير من العلاج وخصوصا في مثل هذا المرض لذا لا بد من الحرص على انتقاء الاغذية بل وحتى تناول بعض الادوية للحفاظ على مستويات جيدة من الكالسيوم في الدم ودخول مرحلة ما قبل الشيخوخة باحتياط كالسيوم ممتاز .تقدر حاجة الجسم من الكالسيوم بحوالي 1000ملغم للبالغين وحوالي 1500 ملغم في حالة الحمل والرضاعة حيث تعتبر هذه النسبة كبيرة لا يمكن للحليب كما يشاع ان يسدها ولا لأي مصدر غذائي آخر ولا بد للجوء لتناول الكالسيوم كمستحضر دوائي ( مكمل غذائي ) وبما ان الكالسيوم يذوب بسرعة في الحوامض فالأفضل تناوله مع عصير الليمون لانه يذوب ويمتص في الوسط الحامضي افضل من الوسط القاعدي .أما ما يشاع من ان الحليب مصدر جيد للكالسيوم فهذا ادعاء بعيد عن الحقيقة تتبناه شركات تصنيع وتعليب وتسويق الحليب العملاقة والتي تقدر ميزانيتها بميزانية كبرى شركات بيع الاسلحة والذخائر .ان الحقائق التالية كفيلة بأن تفند مثل هذه الادعاءات :من المعروف ان كل 100مل من الحليب تحتوي على حوالي 120 ملغم كالسيوم أي ان اللتر يحتوي على حوالي 1200 ملغم من الكالسيوم وحيث انه لا يمتص سوى 20% من كالسيوم الحليب هذا فهو يعني انك بحاجة لحوالي 5 لترات حليب يوميا وهذا ما لايمكن تناوله يوميا .
من المعروف ان الكالسيوم لا يذوب في الوسط القلوي وقليل الحموضة وكونه غير ذواب فهو لا يمتص كاملا حيث ان نسبة الحموضة في اسفل الامعاء ( مكان امتصاص الكالسيوم ) عادة ما تكون منخفضة وتميل للقلوية .ان معظم الشعوب العربية والعالمية باستثناء الشعب القوقازي يعانون منذ آلاف السنين من طفرة مجهولة السبب ادت الي نقص او عدم وجود كميات كافية من انزيم اللاكتيز الضروري لهضم الحليب وامتصاصه وخصوصا بعد سنتين من العمر ، وكون هذا الانزيم ضروري لهضم الحليب وخصوصا سكره ( لاكتوز ) وهو لا يوجد او يوجد بكميات ضئيلة في الامعاء فإن هضم الحليب لا يتم بشكله الطبيعي الذي يسمح بانحلال الكالسيوم منه وامتصاصه حيث يؤدي شرب الحليب عند معظمنا للشعور بالمغص والغازات وقرقعة البطن نتيجة سوء هضمه ، وللمساعدة في التغلب على مثل هذه الظاهرة فقد طرح مؤخرا في الاسواق حبوب ( لاكتيد ) توضع مع كوب الحليب ويشرب بعد ذوبانها أو يمكن اضافة ملعقة صغيرة من مسحوق الكاكاو لكل كوب حليب قبل الشرب للتغلب على ظاهرة نقص انزيم اللاكتيز وما ينجم عن ذلك من اضطرابات هضمية ، وهذا ما يتماشى مع قوله تعالى ” والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة ” أي ان الحليب لا يفيدك كثيرا ايها المستهلك بعد سن الفطام والذي يقدر بسنتين والغريب بالأمر ان الانسان هو الوحيد من الثدييات الذي يصر على تناول الحليب بعد سن الفطام علما بانه من المفروض ان يترك حليب البقرة لعجلها والذي يزن 10 أضعاف الطفل وكذلك الامر مع حليب الناقة الذي تمنحه لوليدها فلماذا لا يترك الإنسان الحليب لأصحابه ويكتفي بالحليب حتى سن الفطام أم ان شركات الدعاية والاعلان والأساطير المتوارثة والمحبوكة عن الحليب قد خلطت الحابل بالنابل واقنعتنا بني البشر ان الحليب هو افضل ما يمكن ان نتناوله صباحا ومساء بغض النظر عن العمر والمرض علما بأنه متهم الآن ( الحليب ) بالتسبب بالازمات الصدرية وضيق التنفس حيث انه يزيد لزوجة افرازات القصبات الهوائية والمسالك التنفسية .ان الحليب وخصوصا كامل الدسم يحتوي على نسبة لا بأس بها من الدهون المشبعة والتي بدورها تتحد مع الكالسيوم في الاجواء القلوية لتكون ما يسمى بصابونة كلسية صعبة الامتصاص والانحلال لذا نلاحظ ان معظم أخصائيو التغذية وحتى شركات الحليب نفسها بدأت تنصح بتناول الحليب خالي أو قليل الدسم لضمان نسبة امتصاص ولو قليلة مما يحتويه من الكالسيوم .خلاصة القول :لا تعتمدوا على الحليب كمصدر جيد للكالسيوم فهو فقط كذلك في ادعاءات شركات الحليب العملاقة والتي تصرف الملايين لنشر هذا الادعاء وملايين الملايين على الابحاث لاكتشاف ادوية وحقن كهرمونات النمو كالتي تعطى للبقر ليدر اضعاف مضاعفة من كميات الحليب المعتادة حيث انه ضبط اخيرا في الأسواق الأمريكية حقن تعطى للبقر لجعلها قادرة على ادرار الحليب مدة 12 شهر في السنة .ان اضرار مثل هذه الادوية على الإنسان كبيرة جدا اذا ما قورنت بالفوائد التي يمكن ان يحصل عليها شاربو الحليب .وحيث ان الكالسيوم لا يوجد بالمصادر النباتية بشكل منحل فهو موجود بشكل فايتيت او اوكسالات ناهيك عن الالياف الموجودة بالمصادر النباتية التي تعيق امتصاصه مما يجعل المصادر النباتية فقيرة بالكالسيوم الممتص بعد تناولها ، لذا لا بد من تناول حاجتك من الكالسيوم كمكملات غذائية بشكلها الصيدلاني حبوب او شرابات ويفضل ان تحتوي على كميات من فيتامين سي الذي يسهل ويزيد من كميات الكالسيوم التي يمكن ان تمتص من الأمعاء .