لِي مِنكَ ذِكرَى فِي الفُؤَادِ تُذِيبُهُ ..
وَ عَمِيقُ جُرحٍ لَو تَرَاهُ لأَوجَعَك
أَنَّى أَعِيشُ وَ كُلُّ حُلوٍ مَرَّ بِي
لَمَّا مَشَيتَ خُطَا الرَّحِيلِ مَشَى مَعَك
وَدَّعتَ قَلبِي وَ السُّمُومُ تَلُوكُه
وَ بِعِطرِ زَهرِ الحُبِّ قَلبِي وَدَّعَك
وَ ذَرَفتُ بَعدَكَ دَمعَتَينِ مِن الدِّمَا ..
لاقَيتَ لَو عَانَيتَ مِثلِي مَصرَعَك
أَصلَيتَنِي فِي البُعدِ أَلفَ جَهَنَّمٍ
لَو ذُقتَ مَا قَد ذُقتُ مِنكَ لأَفجَعَك
غَافَلتَنِي حَتَّى وَصَلتَ لِمُهجَتِي
وَ ضَمِنتَ فِي قَلبِي بِمَكرٍ مَوضِعَك
فظَنَنتُ شَوقَاً قَد كَوَانِي لَوعَةً
لَيلَ الحَنِينِ كَحَالَتِي قَد لَوَّعَك
حَتَّى وَجَدتُكَ قَد أَلِفتَ تَوَجُّعِي
وَ كَأَنَّ حُزنِي وَ انكِسَارِي أمتَعَك !
وَ أَغَرَّ قَلبَكَ أَنَّنِي مُتَعَلِّقٌ
أَنَّى رَحَلتَ سَرَى الفُؤَادُ لِيَتبَعَك
وَ أَمِنتَ حِقدِي فَالمُحِبُّ بِطَبعِهِ
مُتَسَامِحٌ وَ تَسَامُحِي قَد طَمَّعَك
وَ اليَومَ دَارَ الدَّهرُ وَ اختَلَطَ الهَوَى
وَ رَجَعتَ لِي وَ الدَّمعُ يَجرَحُ مَدمَعَك
كَالطِّفلِ تَبكَي عِندَ بَابِي وَاقِفَاً
تَشكُو عَذَابَ الشَّوقِ لَمَّا رَوَّعَك
ذُق مَا أَذَقتَ .. فَفِي العَدَالَةِ رَحمَةٌ
وَ اترُك ضَمِيرَكَ سَاهِراً كَي يَلسَعَك
قَد كُنتَ تَدرِي بِاحمِرَارِ مَدَامِعَي
حَجَر الحَشَا .. ذَاكَ البُكَا مَا أَقنَعَك
خَادَعتَنِي وَ أَنَا بِعَكسِكَ لَم يَهُن
رغمَ انكِسَارِ مَشَاعِرِي أَن أَخدَعَك
قَلبِي عَصَا أَمرِي بِهَجرِكَ لَيتَنِي
أِدرِي بِهَجرِي كَيفَ قَلبُكَ طَاوَعَك
فَلَكَم أَهَانَ الشَّوقُ كُلَّ مَبَادِئِي
وَ عَلَت هُتَافَاتُ الحَنِينِ لِتُرجِعَك
لَمَّا عَزَفتَ عَلَى مقَامِ مَشَاعِرِي
حَنَّت ضُلُوعِي كَي تُلامِسَ أَضلُعَك
أَعرَضتُ عَنكَ بِنَاظِرِي وَ بِمَسمَعِي
فَدَنَا فُؤَادِي كَي يَرَاكَ وَ يَسمَعَك
لا حِيلَةً بِيَدِي فَقَلبِي سَاذَجٌ
عِشقَاً عَلَى طُولِ المَدَى قَد بَايَعَك
مَاذَا أَقُولُ وَ لَستُ أَملِكُ قَولَ لا !
لا سُلطَةً تَعلُو هَوَاكَ لِتَمنَعَك
حسام قطينى