( ماتَ الكلامُ ...)
سَبَتِ الفؤادَ مَليحةٌ حَسناءُ
حَوّاءُ ؟! ما فَعَلَتْ بنا حَوّاء ؟!
دَعني ومنْ وَصْفِ الجمالِ فإنّها
فوقَ التصوّرِ سِحرُها لَألاءُ
لم تُعْطَ لُبنَى أو بُثينةُ حُسنَها
لا هندُ تُدركُها ولا عَفراءُ
عَقَدَ الهوَى ما بينَنا مِيثاقَهُ
والعُمْرُ غَضٌّ والشَّبابُ رَوَاءُ
ذُقنا حلاوةَ حُبِّنا في عِفّةٍ
ما شابَها شَينٌ ولا أَقذاءُ
لكنّما وَردُ السَّعادةِ عابرٌ
والباقياتُ مِنَ السِّنينَِ شَقَاءُ
خَمسٌ عِجافٌ ما تَكَحَّلَ ناظري
منها ولا رُسُلٌ ولا أَنباءُ
حتّى إذا آنَ الأَوانُ لِنلتَقي
والعيدُ كم تَهْنَا بهِ السُّعداءُ
مَيَّلتُ نحوَ زُقاقِهمْ فَلَمَحتُها
بينَ الصَّبايا ضَمّهُنَّ صَفَاءُ
هَبَّتْ إليَّ وقد تَهَلّلَ وَجهُها
والثَّغرُ منها باسمٌ وضَّاءُ
ماتَ الكلامُ على الشِّفاهِ وَعَبَّرَتْ
منّا العُيُونُ وَهَمسُها إيحاءُ
لكنْ صُدِمتُ منَ الرَّضيعِ بِحضنِها
فَصَرخْتُ من غَضَبٍ بها : لَمياءُ ؟!
هذا ابْنُ مَنْ ؟!ضَحِكَتْ وقالَتْ:لا تَخَفْ
أَنا في الحفاظِ على العُهودِ وَفاءُ
ماذا أَقول وللزمانِ صُروفُهُ ؟
فالشّرُّ باقٍ والعداءُ عَداءُ
واحَسْرَتَا في العيدِ قد ضَحَّتْ بنا
شِرّيرةٌ أَحقادُها سَوداءُ
هي حَيّةٌ رَقطاءُ يَقطرُ سُمُّها
وَيلاهُ ما فَعَلَتْ بنا الرّقطاءُ
دائي هُنا تحتَ الضُّلوعِ فَدَاوني
إنْ كانَ عندَكَ يا طبيبُ دَواء
وليد العاني