لنفترض أن "كاميرا" تمكنت من تصوير فيلماً لكوكبنا منذ 45000 مليون سنة،ذلك العصر الذى يعتقد أن الأرض بدأت تتكون فيه.فالقشرة الأرضية فقط تكونت،شيئاً فشئاً،خلال مليار السنين...
متى ...ظهرت الحياة على سطح الأرض
الآثار الأولى لظهور الحياة على سطح الكرة الأرضية يرقى تاريخها إلى 3000 مليون سنة، و هناك دراسات حديثة أيضاً ترجعه إلى 3700 أو 3800 مليون سنة.فالحياة إذاً،برزت فى وقت مبكراً جداً من تاريخ هذا الكوكب،مع إن تطورها تم خلال حقبة طويلة جداً وما زال متواصلاً حتى أيامنا هذه.
أول بنية للطبقة الهوائية المحيطة بالأرض تكونت عبر 1500 مليون سنة تقريباً.وخلا ذلك، نشأت سلسلة من التفاعلات الكيماوية، وفرت،فى مياه البحر،الشروط الملائمة لتكوين الجزئيات العضوية، و بالتالى الكائنات الحية الأولى. ذلك يعنى الكائنات المجهرية،ذات ال العضوية البسيطة جداً و التى مع ذلك قدمت منذ تلك الحقبة الخصائص الأساسية للمادة الحية،كإمكانية التغذى و القدرة على التكاثر.
من 3000 إلى 1000 مليون سنة
الحياة،محصورة فى النبات و الكائنات المائية، تطورت ببطء خلال هذا الحقبة الطويلة و الممتدة 2000 مليون سنة، فى المياه، وجد كثير من العضويات المجهرية ذات الخلية الواحدة مما يعنى شكلاً حياتياً كان ما يزال بعيد البدائية، ثم شيئاً فشيئاً، بدأت تنمو كائنات أكثر تعقيداً مثل الطحالب التى تكونت بعملية أتحاد لخلاية متعددة.
فبفضل نور الشمس و تفاعل الكربون و الماء، توفرت للطحالب المواد الغذائية التى ضمنت لها أستمرارية الحياة.
من 1000 إلى 570 مليون سنة
لقد شرعت العضويات الذاهبة فى التعقيد أكثر، تتوالد خلال هذه الأزمنة، و فى وقت مبكر جداً،من الأشكال الحياتيه الأولى و أنتهت بواقع جديد هو ظهور الحيوانات الأولى.
فى نهاية هذه المرحلة، برزت للوجود النماذج الرئيسية للكائنات اللافقرية ( وحيدات الخلاية- الأسفنجيات - الرخويات).بعض هذه الفصائل مزودة بجهاز عصبى بدائى.و قد أستمرت الطحالب فى هذه المرحلة.
من 570 إلى 500 مليون سنة
نشأت حيوانات ذات بنى أكثر تطوراً، فكان لها جهاز هضمى و جهاز عصبى، و أحياناً كانت مغلفة بطبقة صلبة، أغنت المجموعة الحيوانية بفصائل جديدة، وقد أكتشف منها نحو 1500 نوع متحجر: و هى من مفصليات الأرجل و ثلاثيات الفصوص، و من الأسماك الأولية ذات المفاصل و الأرجل، هما الأصل البعيد لسلالة الكركند و الجراد البحرى،و جميع الكائنات الحية مدى هذه المرحلة كانت بلا أستثناء تعيش فى المياه،أما البر فكان خاوياً تماماً.
من 500 إلى 395 مليون سنة
جراد البحر أو الكركند
ظهرت فى مياه البحيرات و الأنهار العذبة أولى الحيوانات الفقرية،و كانت هي دون فك فى أفواهها،أسماكاً ذات هياكل غضروفية.و بعضها يعيش فى أغوار المياه بشكل رئيسى،وله على ظاهر الجسم درع تقيه من خطر آكلات الأسماك.
فى نهاية هذه المرحلة أبتدأت حيوانات ونباتات تبسط وجودها على اليابسة نتيجة لخمسين سنة من التطور.أصناف منها عاشت على الضفاف بحيث تغمر المياه بعض أجزائها،ثم تدريجياً راحت الأنواع التى عقبتها تستقل أكثر عن البيئة المائية.
من 395 إلى 345 مليون سنة
طيلة الخمسين مليون سنة هذه،خضعت الأرض لتحولات بالغة الأهمية،فالقشرة الأرضية أنتفخت و دفعت الجبال إلى البروز.و البحار راحت تندفع و تتراجع حيناً بعض أخر.و نباتات الخشار الباسق غدت اجمات كثيفة الأشجار.
و فى بطون هذه الغابات،عاشت الحشرات الأولى التى يشبه بعدها الصراصير الحالية.و الأسماك عرفت منذ ذلك الحين،أنواعاً متباينة جداً، تحفظ أجسامها دروع قاسية. و نمت لبعضها رئات بدائية مما أتاح لها أن تغادر الماء لبعض الوقت.هذه الأسماك هى من الأصول التى أنحدرت منها الفقاريات البرمائية الأولى.
من 345 إلى 280 مليون سنة
ظهرت الزواحف الأولى التى تضع على التراب بيوضاً مغلفة بقشرة كلسية.و هذه القدرة على وضع البيض خارج المحيط المائى سجلت للفقريات أجتياحاً فعلياً لليابسة.
من 280 إلى 230 مليون سنة
مع إطلالة هذه المرحلة،غطت طبقة من الجليد قسماً كبيراً من البر و خاصة نصف الكرة الجنوبى. هذا التبديل العميق فى المناخ، أدى إلى أختفاء الغابات النضرة الشاسعة، و بالتالى إلى إنقراض عدد كبير من فصائل البرمائيات.
ثم أرتفعت حرارة الطقس و تكشف الجليد، فيما هو ينحسر،هنا تكيف بعض الزواحف مع البيئة الطارئة بشكل ملائم.
فبعضها ينتمى إلى الفصائل الكبيرة،كان له على الظهر عرف فضفاض.أما فى البحار فقد أضمحلت العقارب المائية الضخمة و بالمقابل أنقرضت تماماً الأسماك المدرعة.
من 230 إلى 140 مليون سنة
سيطرت الزواحف على كوكبنا عامة، دون منازع و عاشت بجميع أشكالها و أحجامها على اليابسة، فى البحار و فى السماء و فى المياه العذبة.
وقد ظهر فى هذه الحقبة الديبلودكس فهو حيوان ضخم من آكلات العشب التى تعيش على ضفاف المياه.
من 140 إلى 65 مليون سنة
فى نهاية هذه المرحلة حدث أنقلاب جديد مفاجئ لم تعرف أسبابه على حقيقتها بعد. فخلال بعض الملايين من السنين أختفت الزواحف الكبيرة عن سطح هذا الكوكب:من البحار و السماء و من اليابسة ايضاً.
هذا الزوال الجماعى ترك الساحة خالية للحيوانات الليونة التى غدت سيدة الموقف، بلا منافس.لم تشمل سوى فصائل صغيرة الأجسام،كآكلة الحشرات الضئيلة.
من 65 إلى 25 مليون سنة
الهيئة التى تعرف بها الحيونات اللبونة اليوم،ما كانت لها قط فى بداية عهدها،إنما كان هناك آكلات حشرات و كواسر و قواضم. و أوائل الحيوانات اللبونة البحرية نشأت فى المحيطات.و أيضا فى هذه الحقبة وجد دياتريما،الطائر العدائى البالغ أرتفاعه مترين تقريباً.وفى القارة الأمريكية أكتشف آثار هذا الطائر الجارح.
من 26 إلى مليونى سنة
عاشت على اليابسة أنواع عديدة من الحيونات اللبونة.و قد أنقرض فى عصرنا الحاضر قسم كبير منها.بعضها بلغ من الضخامة حداً مثيراً مثل المستودونت.وكذلك البحار ضمت حيوانات لبونة عملاقة مثل:الحيتان و التنانين.وفى نهاية العصر ظهرت القرود الجنوبية.
من 1800 000 سنة إلى عصرنا الحاضر
خلال هذه المدة تعرضت الأرض لموجات من الصقيع كانت تتخللها فترات أعتدال. و مرات عدة كانت اليراقع القطبية تغطى ثلث الأرض قبل ان تنحسر عنها تدريجياً،ترحل انواع عديدة من الحيونات الكبيرة نحو المنطقة الأستوائية حيث عاشت. و بعض فصائل هذه الحيوانات أنقرضت تماماً.أما الإنسان فقد أستمر فى تطوره،وخلال ذلك ظهر الإنسان القادر ثم المنتصب على القدمين،ثم العاقل.