الشاعـر عثمان المسوري
للغَربِ مَالَ فَكَسَروا أعذَاقَهْ !
للشَّرقِ شَاقَ فلم يَجد آفاقَهْ !
وإذا تَهجَّرَ قطَّعَتهُ يَدُ النَّوى
وإذا تَوَطَّنَ أشْعَلوا أعرَاقَه !
وإذا تَحَنَّثَ في المَعابدِ أُسْندوا
عَتَبَاتِهَا بعُبُوَّتينِ وطاقَة !
وإذا تَمَسَّكَ لم يجد إلَّا الَّتي
أكَلَتْ يَدَيهُ وأحرَقَت أورَاقَه !
.
ما كانَ أنبَلهُ وأعطرَ ذكرَهُ
رأسُ النَّدى لم يقترفْ إطراقَةْ
اللَّيلُ يَحرُسُهُ ويَنشُدُ قَصدَهُ
والشمسُ تُغمِضُ إن رأتْ أحدَاقَهْ
كانَ الحُسَامُ يخافُ حِدَّةَ عَزمِهِ
وكذاكَ يَخشَى حِيطَةً إشفَاقَهْ
والأرضُ إن حَسَّتْ حَوفِرَ خيلِهِ
رَفَعَتْ قِبَابًا تحتوي أشواقَهْ
وتجسَّرَ البحرُ العميقُ لِخَطوهِ
واليومَ
يُعلنُ
للمدى
إغراقَهْ !.
.
ماذا جَنَى ؟
ماذا جرى لبلادِهِ ؟
كي تستبيحَ غِلالَه ونياقَهْ
ماذا جنى؟
كي تَحتَذي ريحُ الوغَى
أفراحَه.. أحلامَه.. ورفاقَهْ
فكأنَّهُ الوحشُ الذي يقتَاتُ من
نَسْلِ الحياةِ ولم يُرِح أَعمَاقَهْ !
فَمِنَ العَدَالةِ أن يُضَامَ بذنبِهِ
فهي الذنوبُ لِأَهلِها مَحَّاقَةْ !
تلكَ العدالةُ خَيلُ حقدٍ ؛ حُمِّلَتْ
كَذبًا ليُخفِي ما نَواهُ "سُرَاقَةْ"
.
والحقُ أن النَّخلَ يُخْفِي عِطرَهُ
حتَّى تَفُوحَ بِهِ العُلَى التَّواقَةْ
ما ماتَ ذاكَ الحُلمُ عن رِيعَانِهِ
يومًا ، وإن زعَمَ العِدَا إحرَاقَةْ
لكنَّها الآفاقُ إن حنَّت لَهُ
فَعَلَى البِحَارُ مَحَبَّةً إطلَاقَةْ
وعَلَيهِ أن يُهدِي السَّما أنفَاسَه
إنَّ السَّما للقائهِ مُشْتَاقَةْ !.