الشاعـر محمد عبده افلح

مرتْ مرورَ العارضِ الهطلِ
(لا غائمٌ جزئي ولا كلي )

مجنونة الأرداف مثقلة
تمشي على مهلٍ وفي خجلِ

عينانِ لمْ أُذبحْ بمثلهما
شفتانِ منْ خمرٍ ومن عسلٍ

خطواتها إيقاعُ أغنيةٍ
عَزفتْ مقامَ الهمسِ والقُبلِ

مصلوبةُ النهدينِ آثمةٌ
سلبتْ وقارَ الشاعرِ الجزلِ

واللحية البيضاء تجلِدني
وتقيمُ حدَ الشاربِ الثملِ

لكن معاذ اللهِ ما سكرتْ
روحي سوى من خمرة المقلِ

الشيبُ ينهاني وينهرني
و أنا بسن الطيشِ لم أزلِ

أوقفتها مني.. مشاغبة
وسألتها عنْ مفرقِ السُبلِ

و اظنها بالنحو جاهلة
وجوابها الملحونُ أكد لي

(أش دا) ؟ تقولُ كأنها انبهرت
(عدنية) الألفاظ والشكلِ

وعجبتُ جدا حينما اندهشت
ب(مشدتي) و(الشبشب الربل)

من أين...!! لم تكمل وقلت لها:-
إني حفيد (الأسود الدؤلي)

للأبجديةِ لمْ أُضفْ حرفاً
حاولتُ تكراراً ولم أطُلِ

ظلت حياتي كلها ألفٌ
وأنا كهمزِ القطعِ والوصلِ

طوراً أشعُ وتارةً أخبو
راوحتُ بينَ اليأسِ و الأملِ

شكلت أحلامي ونقطها
بدم الحقيقةِ خنجرُ الفشلِ

والحرب لن ترضى على أحد
مادام فيها لاعب دولي

فلاح هذي الأرض أعشقها
مثلي قليلُ الحولِ والحيلِ

مازلت مُذ كان الهوى بكرا
أخشى الوشاة ومنطق العذلِ

وقضيت أحلى العمر منتقلاً
ما بين دور العلم والعملِ

وعلاقتي بالشعر دائمةٌ
كعلاقة العربي بالنخلِ

وتبسمت مني وراق لها
اني خلطت الجد بالهزلِ

همت بتركي ثم مالبثت
أن أدركتها ردةُ الفعلِ

(حيسية) أمي..فقلت لها
بدمي (تهامة) ياابنة الاصلِ

مرحى ببعضي أنتم أهلي
أولا يحنُ البعضُ للكلِ ؟

كل النساء كواكب عندي
والآن تواً عُدتُ من زحلِ

وأراك في ليل النوى قمراً
أسطورة في عالم الغزلِ

إن تقبليني تلكَ مكرمةٌ
أو تقتليني أنتِ في حلِ

ماذا تُريد؟ فلم أُجبْ! خُبثاً
لكنها اختصرت ولم تُطلِ

سارت وصار القلب يتبعها
يا ليتها عثرت ولم تصلِ