الشاعـر عبد اللَّه الديفي
أرى الناس في ودٍّ لمن كان ذا غِنى
ومن كان ذا جـــاهٍ وإن كان خابـِنا
ومن كان ذا فــقـرٍ فـقد دام همـُّهُ
وإن كان ذا نُـبـْلٍ وعـقــــلٍ وذاهـنـا
أرى من لـه مـالٌ ومن حــاز منصباً
ترفُّ له الأيدي وإن كان خائــنــا
ومن كان ذا عسرٍ وفي العيش معدمٌ
تــُزَمُّ له الأيــدي وإن كـان هــيِّـنا
ويزرى بمن أفضى إلى الفقر حالُهُ
بعكس الغني إن خَنّ في القول أو خنا
ولالـوم يلـقـاه الغنـيُّ الذي هَـفـَا
وماالزّجــر إلا للـفـقـير الذي ونى
ويظهر ذو فقـرٍ إلى النّاس إن لـغـا
ويخفى عن الأنظار ذو الحظِّ والغَنَا
فصيحٌ ربيبُ المال ِ، في الناس فارسٌ
وأوسعـهـم رؤيا ويشـتطُّ ساخنـا
وإنّ كبـير الــقـوم من كان رافـِهـاً
وليس بعين القوم من كان ماهـِنا
و(أحمر عينٍ) من لهُ الناسُ تنثني
ًحياءً وإجلالاً وقد صابه الغـِنى
تعانـقه الأنـظـار من كـان فاجــراً
وتنأى عن الموهون كشْفاً وباطِنا
حليمٌ غنيُّ المال في الناس يدّعي
دماثة أخــــــلاقٍ ولو كان عاتِـنـا
تُزَفُّ له البشرى ( نفاقاً)(تملُّقاً )
ترِقُّ له الحـورا وتشـتاقـهُ الـمُنى
وأما الفقير العفُّ يمسي ويغتدي
على بُرْدة الشكـوى وإن كان زائناً
ومن كان ذا مال فـقد نال سمعـةً
ومن كان ذا فقرٍ كأن لم يكن هُنا
يجَامل ذو الرحراح إن كان مخطئاً
وإن أخطأ العاني على نفسه جنى
بما قدحوت من مال فالناس تزدهي
مِنَ الخلق من تلقـاه للمـال كاهـنا
لهذا يصير الفقر في الدار غربةً
ولازالت الأموال في البُعد موطِنا
أخي فالغنى فقرٌ إلى النفس دونهُ
غِنى النفس ما أعنيه حقا هو الغنى
فثروتُنا في النفس ياصاح فاتعظ
وإن لم تكن في النفس ليست بملكنا