العهد نيوز- خاص- بغداد
محمود الحسيني
نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، اليوم الثلاثاء، أي دور للولايات المتحدة في تفجيرات مستودعات الحشد الشعبي بالعراق، مؤكدة أن جميع الاتهامات لها بهذا الصدد باطلة.
وقالت الوزارة في بيان، ان "القوات الأمريكية لم تقم بقصف أو أي هجمات أخرى أدت إلى تفجير مستودعات ذخيرة في العراق".
واضافت ان "الحديث هنا على العكس، خاطئ ومضلل ومثير للاشمئزاز"، مشيرة الى أن "واشنطن تدعم سيادة العراق".
ربما يضن البعض ان البيان فيه لغة "الاقناع" او تطمينات للعراق، بان امريكا ليست لها يد وانها لم تقصف مواقع الحشد الشعبي، وهذا غير صحيح، بل الصحيح أرادت امريكا من خلال بيانها ان توصل رسالة للعراقيين، بان هناك جهة أخرى قصفت هذه المواقع، وليس هناك مصلحة لأي جهة بقصف المواقع الا الكيان الصهيوني.
نستطيع القول ان أمريكا صادقة "عمليا" بأنها لم تقصف، لكنها تعلم من الذي يقصف هذه المواقع، وهي من سمحت للطائرات الصهيونية بقصف هذه المواقع، تنفيذا للتهديدات السابقة التي اطلقها نتنياهو بانه سينفذ عمليات وقصف للمواقع العسكرية في داخل العراق.
بمعنى أخر .. صحيح ان امريكا نفت قصفها لهذه المواقع، لكنها اكدت انها على علم ودراية بمن نفذ هذه العمليات، لانها هي الماسكة الوحيدة للأجواء العراقية .. وبهذا يمكن القول ان امريكا اعلنت من خلال بيان البنتاغون على توسعة الحرب في داخل العراق بادخال ابغض عدو للعراق والعرب.
المعلومات الاستخباراتية التي اعلن عنها الحشد، تؤكد ان الولايات المتحدة، ادخلت 4 طائرات مسيرة إسرائيلية لاستهداف مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة لقوات الحشد، فضلا عن قيامها بالتشويش على الطائرات العراقية.
وشدد القيادي في الحشد الشعبي معين الكاظمي، على ضرورة اتخاذ موقف حقيقي وحازم من الحكومة تجاه الخروقات المستمرة لسيادة العراق" ، مبيناً بعدم وجود أي دعم حقيقي للعراق وانشاء منظومة دفاعية له.
وقال الكاظمي في تصريح لـ "العهد"، ان "هناك أدوار متداخلة تلعبها اميركا وإسرائيل في العراق والمنطقة"، مشيراً الى ان اميركا لم تنفذ أي شيء من الاتفاقية الامنية والدليل على ذلك تواصل الخروقات في العراق.
واضاف : ان "الأجهزة الأميركية تقوم بالتشويش على الطيران العراقي اثناء أداء مهامه".
وكانت الرئاسات الثلاث اجتمعت مع قيادات الحشد الشعبي، يوم امس ، في قصر السلام برئاسة رئيس الجمهورية برهم صالح.
واوضح القيادي في تحالف الفتح سامي المسعودي، ان الهدف من اجتماع الرئاسات الثلاث وقادة الحشد يؤكد ان الحشد الشعبي هو جزء من المنظومة الامنية .
وقال المسعودي لـ"العهد" انه "سيتم ارسال مذكرة احتجاج الى مجلس الامن بشأن ما تعرض له الحشد من استهداف على مواقعه" .
واشار الى ان "الاعتداء على الحشد الشعبي هو اعتداء على العراق حكومة وشعبا"، مضيفا " لم نعول ابدا على الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن منذ اليوم الأول على توقيعها" .
ويبدو ان النخب السياسية ترى من موقف الحكومة العراقية، لا ينسجم مع اهمية الموضوع، ما دعا البعض الى دعوة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الى تحديد اعداد القواعد الاميركية ومهامها في العراق، مثل النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الهادي السعداوي.
وقال السعداوي في تصريح لـ"العهد"، ان "اميركا تحاول بشكل واضح جر العراق الى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية".
واضاف ان "غياب الموقف الحكومي اليوم هو السبب في تكرار استهداف قوات الحشد الشعبي ومقراتها".
وهذا ما افصح عنه النائب السابق عن كركوك محمد مهدي البياتي ، الذي عبر عن استغرابه من "سكوت الحكومة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية وندعوها لاتخاذ موقف حازم"./انتهى
رد مع اقتباس
