قالت
أراكَ بشوشَ الوجهِ مبتسمًا ...
وفوق خدِّكَ تفّاحٌ و تغريدُ .
كأنّكَ البَدْرُ في أبهى منازلِهِ ...
أو أنّكَ الكَرْمُ تكسُوهُ العناقيدُ .
ومِن جَبينِكَ خِلْتُ الشَّمْسَ ساطعةً ...
ومِن عُيُونِكَ تنْسَابُ الأناشِيدُ .
أَمَـا كَوَاكَ لهيبَ العمرِ في زمنٍ ...
أفراحه -أحسن الأحوال-تسهيدُ؟! .
فقلتُ لا تنظُري للوجه سيّدتي ...
ولا تظنّي بأنَّ القلبَ صنديدُ .
ما كُلُّ مُبْتَسِمٍ في قلبِهِ فَـرَحٌ ...
فالبَدْرُ لا يُرتَجَى في نُورِهِ الْعِيدُ .
مَـا مَرَّ يومٌ على أجفانِ باصِرَتي ...
إلَّا وقد أسقيت من دمعِها البيدُ .
كَلّا ولا أطْبَقَتْ أهدابها مُقَلِي ...
إلَّا وفي خافِقي للهمّ ترديدُ .
فأَكْتُمُ الآهَ سِرًّا لا أبُوحُ بها ...
كأنّها في ظلامِ اللَّيْلِ تقليدُ .
قد لا تَرَيْنَ بَيَاضَ الشَّيْبِ سَيِّدَتِي ...
وليسَ في وجنةِ الْخَدَّيْنِ أُخْدُودُ .
مَا شَابَ شَعْرِي ولَا ذَبُّلَتْ بَاصِرَتُي ...
لكنّه القلبُ...تعلُـوه التَّجَـاعِيدُ ..
م