لَبَّ داعي الهوى دعاك جهارا
وأترك الحلم جانباً والوقارا
ليس عاراً في أنْ تحبّ وتهوى
أنّما العار أنْ ترى الحبّ عارا
أيّ شيء أزكى من الحبّ طهراً
حين يغشى الأحبة الأطهارا
جلّ اثماً أنْ تنظر الحبّ اثماً
والمحبين عصبة فجاراً
جلّ أفكاً أن تحسب الحبّ افكاً
والصبابات كلّها أوزارا
أنّ قلبا لا يشرق الحبّ فيه
جدث سدّ دونه الأنوارا
أنّ قلبا لا يخفق الحبّ فيه
أمل ودّع الحياة أنتحارا
ايه يا حُلمَ خاطري في منامي
وحديثي اذا جلست نهارا
ابداً أنت ملءُ سمعي وعيني
وكفى ذاك للحبيب ادكارا
ما تخّلى يوماً خيالك عني
أو تخفى عن ناظري وتوارى
قسماً لو حجبته عن ضميري
لاح دوني ومزّق الأستارا
أو تيممت نائي البين عنه
جدّ يقفو ورائي الاثار
لا تلومي صبّاً تخّبط في الحبّ
فنّورت قلبه فاستنارا
واغفري ذنب تائبٍ عن خطاياه
يوالي دعاءه استغفارا
أنت أسمى من أنْ تقاضي مسيئاً
لاذ بالعفو تائبا وأستجارا
من لقلبي على شحيح تلاقٍ
ليس يروي ولا يبسل أوارا
عللتني بفرجة الهم نفسي
وكفاني تعللاً وانتظارا
وسقتني من الأماني كؤسا
أترعتهن سلسلا وعقارا
فلئن خاب في هواك رجائي
فامنحيني على الشقاء اصطبارا
ليس أشقى في دهره من موافِ
يتمادى حبيبه أدبارا
لامني فيك معشر لو ألموا
بشعوري لطأطئوا أكبارا
غاظهم أنْ يحوطني منك عطف
لم تحوطي بمثله الأغرارا
وشجاهم أن تأسريني بودٍ
يبعث اليأس في قلوب الأسارى
شاهدوا حظوتي لديك فبثوا
كلّ زورٍ يلويك عني ازورارا
وتولوا يرمونني بعيوب
لو أتيحت لهم لكن فخارا
أتراهم مدافعين كراما
ام تراهم مزاحمين غيارى
صعقوا من تغزلي فيك جهرا
واتخاذي ثوب المديح ستارا
ومتى كان خطب ودك عيبا
والتغني بحبك استهتارا
أنكروا في كلّ عذري حبّ
وكفاني لغيهم أنكارا
وأستهانوا بلاعج الوجد يصلي
كبدي حرقة وقلبي استعارا
ايّ وجد أمضّ من لوعة الشاعر
يتلو غرامه أشعارا
ايّ بثٍ أحرّ من نفثة الشاعر
يزجي بها لظى وشرارا
أيّ لحنٍ أرق من نغمة الشاعر
حالت لهاته أوتارا
أيّ سرٍ كالحبّ يستنطق الشاعر
أن همّ يكتم الأسرارا
خاب ظنا من ساء الحبّ ظنا
وأمترى فيه ثم زاد فمارى
حافظ جميل