رائعة محمود سامي البارودي في رثاء زوجته
أيدَ المنُونِ قدَحتِ أى َّ زِنادِ
وأطرتِ أى َّ شعلة ٍ بفؤادي
أوهَنتِ عزمى وهو حَملة ُ فيلق
وحَطَمتِ عودى وهو رُمحُ طِرادِ
لم أدرِ هَلْ خَطبٌ ألمَّ بِساحتى
فَأَنَاخَ، أَمْ سَهْمٌ أَصابَ سَوَادِي؟
أَقْذَى الْعُيُونَ فَأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعٍ
تجرى على الخدَّينِ كالفِرصادِ
ما كُنْتُ أَحْسَبُنِي أُراعُ لِحَادِثٍ
حتَّى مُنيتُ بهِ فأَوهَنَ آدي
أَبلتنى الحسراتُ حتَّى لم يكد
جِسْمِي يَلُوحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ
أَسْتَنْجِدُ الزَّفَراتِ وَهْيَ لَوافِحٌ
وَأُسَفِّهُ الْعَبَرَاتِ وَهْيَ بَوَادِي
لا لوعتي تدعُ الفؤادَ ، ولا يدي
تقوَى على ردِّ الحبيبِ الغادي
يا دَهْرُ، فِيمَ فَجَعْتَنِي بِحَلِيْلَة ٍ؟
كانَتْ خَلاصَة َ عُدَّتِي وَعَتَادِي
إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِها
أفلا رحِمتَ منَ الأسى أولادي ؟