ركضة طويريج
اولا ما هي طويريج؟؟؟
طويريج مدينة صغيرة تقع بين مدينة الحلة وكربلاء..
حيث إن أصل الكلمة أتى من اللغة الانكليزية
وذلك لكون مدينة طويريج فيها طريقان متوازيان ومتقاربان يوصلان إلى الحلة (بابل) فأراد بعض الجنود الانكليز في عصر الاحتلال الأول (العهد الملكي)أن يعرفها بهذين الطريقين فأطلق عليها كلمات انكليزية تعطي هذا المعنى وهي:
TOW WAY REACH
فتلقفها اللسان العراقي وعربها فسميت (طويريج)
اين تبدأ الركضة و اين تنتهي؟
وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه الامام صريعاً على رمضاء كربلاء . فينطلقوا من القنطره مروراً بشارع الجمهوريه فشارع الامام الحسين عليه السلام ثم يدخلون الى الضريح الشريف من باب القبله ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس عليه السلام فيجتازوا منطقة بين الحرمين الى ضريح ابي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسه الحسينيه العظيمه ..
مغزى الركضة عند الشيعة
تأتي الجموع راكضة الى الحسين كأن هذه الحشود جاءت لنصرة الامام الحسين عليه السلام ملبيةً نداءه (اما من ناصر ينصرنا؟) ولكنها وصلت متأخره ولم تستطع الوصول قبل مصرع الامام . لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون ياحسين ياحسين تعبيرا عن الاسف ... و عدم الالتحاق بركب الشهادة لحيلولة الزمان و المكان دون امكانية ذلك .أن منظر هذا الجموع البشريه وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء ياحسين ياحسين وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبه والوجد لآل البيت عليهم السلام يجعل المرء يشعر بروحانية الموقف وعظمة المناسبه ويستحيل على ألأنسان ان يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا أرادياً . والهفي عليك باأبا عبد الله وانت صريع بوادي كربلاء عطشانا وحيداً حيث انصارك واخوتك وبنيك قطعوا ارباً اربا وداست خيول الظلمه على صدرك الشريف وسلبوك حتى ردائك .. فلعنة الله عليهم وعلى من أمرَهم وعلى من خذلك وعلى من سمع بذلك فرضي به .
البداية
بدات هذه الممارسة بشكلها الاول بعد مقتل الامام و اصحابه فمنهم من يقول انه عندما سمعت النساء في تلك المنطقة بمعركةالطف و رأين تخاذل الرجال في نصرته خرجن و في يد كل واحدة ما تعتقد انه سيعينها في نصرة الحق و لما رأى الرجال من النساء من العزيمة و الغضب و الاصرار على نصرة الحق ,,,تبعوهن
و في رواية اخرى : ان اصلها بدا حين عاد من تخلى عن نصرة الحسين حين احلهم من بيعته فقال عليه السلام( ان القوم يطلبونني وانتم حل من بيعتي فهذا الليل اتخذوه جملا ) فصادف ان تجمعوا في ملتقى طرق طويريج
الركضة بشكلها الحالي
فقد بدات في عام 1300 هـ تحديداً وفي يوم العاشر من محرّم كان الناس معتادون على ان يقوموا باعمال المواكب الحسينيه والتشابيه وقراءة المقتل .
ومنهم اعتاد اهالي مدينة طويريج على ان ينظموا موكب عزاء ينطلق من مدينتهم الى اراضي كربلاء المقدسه ولكنهم عندما يصلون الى مشارف المدينه وتحديداً عند قنطرة السلام في مدخل مدينة كربلاء من ناحية مدينة طويريج , يستريحون هناك وكان عزاء طويريج يخرج من بيت ( براني ) الساده آل القزويني يعتبرون من كبار سادة طويريج ومن ضمنهم كان المرجع الكبير السيد ( ميرزا صالح القزويني ) هو الذي يقود هذا الموكب العزائي.
وفي ذلك اليوم كان من المقرر ان يقرأ لهم المقتل عند قنطرة السلام ومن ثم ينطلقون من جديد الى مرقد الامام الحسين ع وعادة يكون الوقت قبل الضُحى وينتهي المقتل قبل الزوال ( اي قبل ساعة مقتل الامام الحسين ع ) ولكن حدث تأخير في الوصول للقنطره وقراءة المقتل فحدث ان تزامن قراءة الاحداث مع ساعة استشهاد الامام ع فبكى السيد ميرزا صالح القزويني كثيراً فاستفسر منه المعزون بالموكب ( موكب عزاء طويريج ) فقال لهم انه في هذه الساعه من الوقت تم استشهاد الامام ع . فما كان من المتجمهرين الاّ ان رفعو السيد القزويني ووضعوه على فرسه وانطلقوا راكضين من قنطرة السلام الى ضريح الامام الحسين ع . فسميت هذا الانفعاله ( العفويه ) بركضة طويريج.
توقفات في المسيرة
حالت الانظمة الجائرة لمنع هذه التظاهرة لسنين عديدة ومن اطول فترات المنع كانت عام 1991 حتى عام 2004 .
اصيب الموكب بفاجعة عام 1966 حين استشهد 32 زائر مشاركا فيها ولحقهم في نيل الشهادة عدد آخر من المشاركين . ولا تزال تمثل التراث الحسيني الخالد لهذه المدينة .