مقابر جيش الامام المهدي.. صور تضج بالغضب وعلامات النصر مقبرة النجف تجتذب الصحفيين الاميركيين اكثر من ازمة تشكيل الحكومة
النجف/ واشنطن/ اور نيوز
منذ ان اعلن عن اختيار النجف عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012 ، ومن ثم ادراج مقبرتها التي تعد اقدم مقبرة في العالم مازال يتم الدفن فيها، ومقبرة وادي السلام تستهوي الصحفيين الغربيين، لكن الاميركيين منهم تجذبهم مقابر جيش الامام المهدي الذي خاض في النجف معركتين ضاريتين مع القوات الاميركية المحتلة .
الموت لايشكل فاجعة في مقبرة شهداء جيش الإمام المهدي الذين لقوا مصرعهم في المعارك مع القوات الاميركية المحتلة . مقبرتهم تقع في وادي السلام على اطراف محافظة النجف، وليس هناك من حزن أَو رثاء، لاشئ سوى ترتيل القرآن بأصوات شجية، فقد مات الرجال هنا كشهداء وقدموا "تضحيات سامية" كما يرى ذووهم وأصحابهم، هكذا يصف الكاتب الاميركي البارز انتوني شديد مقبرة جيش الامام المهدي في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز.
البعض يسميهم "شهداء ابطال" وآخرون يدعونهم "المقاتلين"، لكنهم وببساطة يوصفون في اغلب الاحيان بانهم "الشهداءُ السعداء" الذين التحقوا بمدفن المُضحين.
يقول انتوني الذي كما نعتقد حاول الالمام بتاريخ مقبرة وادي السلام، بُني المدفن هذا على وقع روايات الموت حيث تتقاطع المآسي التي وقعت منذ 1400 عام، وراحت تتكرر بصورة متجددة، مع المعارك التي خاضها جيش المهدي مع الامريكان فيها في النجف وبغداد وفي أمكنة آخرى قبل بضع سنوات فقط.
في الملصقات المنتشرة حول المدافن، يقف بعض الموتى الى جانب صور للإمام الحسين، الذي استشهد واهله وصحبه في كربلاء المباركة عام 680 للميلاد، والبعض الاخر من الاموات يظهر مع صور آية الله العظمى الشهيد محمد صادق الصدر الذي استشهد عام 1999 على يد صدام حسين . وفي معظم الصور يظهر زعيمهم السيد مقتدى الصدر الذي ورث عباءة ابيه .
بعض الموتى قبل وفاتهم التقطوا صورا داخل هذه المقبرة، ثم لقوا مصرعهم في المعارك ودفنوا هنا في النجف، فقام ذووهم بعرض تلك الصور الى جانب قبور الشهداء.
ويلاحظ الكاتب في الصحيفة الامريكية ان أتباع رجل الدين السيد مقتدى الصدر، يعكسون، حتى في موتهم طبيعة المناطق التي جاءوا منها. والرمزية في صور القتلى، ذات طابع حربي. تركز الصور على احزمة عتاد وقنابل تعمل بالدفع الصاروخي، مضطرمة بالغضب والعصيان من دون اعتبار لشيء آخر. بعض الصور تحمل لمحة سريالية وقد تغضنت واختفت ألوانها بفعل عوامل الطقس وتقادم الزمن، وتم ترميم بعضها من قبل العوائل.
احد المقاتلين الشهداء يبتسم ابتسامة عريضة، وقد تكون صورته مقتطعة من صورة عائلية. والبعض يرفع شارة النصر، على شكل حرف V من كلمة victory ومعناها النصر في اللغة العربية، يرفع اصبعيه بثقة سرمدية.
لكن الكاتب الامريكي يرى انهم يروون قصة قد يعارضها منتقدوهم ويسخر اعداؤهم منها، ويقول ان القصة مكتفية ذاتياً، انها في عقيدتهم، السير في درب الصلاح، حيث الموت والبطولة والمقاومة قابلة لمبادلتها بالحياة في المعارك التي تصبح خالدة.