هو أبو بكر محمد بن عمار الأندلسى،شاعر و وزير معروف فى عهد ملوك الطوائف.ولد فى قرية سلب سنة 422هـ (1031م)و تلقى بعض علومه فيها على يد بعض الادباء،ثم رحل إلى قرطبة فتزود بثقافة أهلها و برع فى نظم الشعر، ومال فيه إلى المدح و الهجاء و الوصف و الغزل.ثم أتصل بالمعتضد بن عباد ملك أشبيليه لإامتدحه،وتعرف إلى ابنه المعتمد الذى أعجب بشاعرية بن عمار و ذكائه و حلاوة معشره فجعله من خواص وندمائه،كما غدا شريكه فى ملاهيه.وكثر تملق الشاعر لأميره المعتمد كما ازداد إغراؤه اياه بالأقبال على حياة اللهو حتى اضطر المعتضد إلى نفيه من اشبيلية.
ولما تسلم المعتمد عرش أبيه أستعاد ابن عمار إلى بلاطه و أنهضه جليساً و سميراً و قدمه جليساً و مشيداً.وكان اب زيدون زميل ابن عمار و منافسه فى الشعر و الوزارة،صاحب الكلمة المسموعة فى بلاط آل عباد، ولا سيما بعد أستيلائهم على قرطبة. فحسده ابن عمار وأخذ يدس عليه مع آخرين،حتى تمكن من إقصائه عن البلاط، فخلا الجو لأبن عمار.ثم زادت مطامعه فراح يعمل على التخلص من طاعة أميره. دخل مرسية بجيش أبن عباد و عصى بها و نادى بنفسه أميراً مستقلاً، و كان قد أطلق قوله الذى أشتهر:
مما يزهدنى فى أرض أندلسإلا ان المعتمد أستطاع طرده من مرسية ثم قبض عليه.و كانت قد وصلت أهاجيه فى المعتمد و جاريته الرميكية،و هى أم بنيه،فأمر المعتمد بقتله،و قتله المعتمد بإيديه سنة 479هـ/1085م.
أسماء معتمد فيها و معتضد
ألقاب مملكة فى غير موضعها
كالهر يحكى أنتفاخاً صولة الأسد
وشعر ابن عمار يمتاز بالرقة إجمالاً،كما إن مديحه فخم و غزله رقيق و هجاءه مر، إلا إنه مقل بالنسبة إلى عدد كبير من شعراء الأندلس،و شعره متفرق فى تواريخ الأندلس و مجموعات الأدب.