[]
مرةً اخرى أراهُ خلف شباكيا
مثقلةً اجنحتهُ يبحثُ عن مرفأً
تحملُ رياح الامس ولا شيء
في رأسه سوى ذكريات الامس
مطفأً وجههُ بالصمت والحيرةِ
تأتيه نبرات صوتٍ ضعيف
أنت يا طيرُ أتعبك الشوقُ
ويغفو ملء اجفانهِ صورها
يمدُ القلبَ لعارض الدرب
علها تراهُ او تعثر بحزنهِ
يزدحم الشوق بقلبه
يُحني كف القمرِ بمدامعهِ
يغلق ربيعين من العشق
بصدره ، وينمو خريف
بعد خريف..
لم تعد تذكره مذ اختلق العذر
صار يتيهُ في غرفته الموحشة
يراى اشلاء احلامهِ
مضمخةً بالخوف والهذيان
يحاول ان يستعيد ريعانهُ
يغتسلُ بماء المالحِ
يحرق كل تفاصيله الجميلة
يتهندمُ بأحلى الاثواب
يهيأُ نفسهُ والليل للحلمِ
يضي الشمعُ وحدهُ
يغلقً ستائر الشباك
بعض الاخبار يأتي بها الشباك
يخاف الاخبار التي لاترحم
ياخذُ بقايا صوراً لشفتيها
لم تُبقي له الايام
إلا بعض الرؤى واقاصيص الامس
اخذ يرسمُ وجهاً لتلك الشفاهِ
لايجيد الرسمِ احياناً
واحياناً اخرى يبدعُ
وسلسلةً تتدلى بدفء البصرةِ
تارةً يرسمُ واخرى ينظر
من كوةٍ للشباكِ
يخاف الاخبار
وينتظر كل اخبارها
يُسكتُ سرعان قلبه
هناك في زاوية الحجرةِ
ثمة عطرٍ يعرفهُ
يعانقه يحاكيهُ
يستعتبهُ
أين التي اخذت
منها شذاك ياعطرُ..؟
..
الجزء الاول
لبداية ملحمة نثرية
جادة..
10/10/2018
الـ عقيل ـراقي