أضرار وفوائد عملية تصغير المعدة
يلجأ بعض الناس لعملية تصغير المعدة لحلّ مشكلة السمنة. لكن هذه العملية تخفي الكثير من المخاطر على جسم الإنسان ولا تجلب دائما الفائدة الصحية المرتجاة منها، كما ذكر تقرير لشركة تأمين صحّي ألمانية.
المكسيكي مانويل أوريبه كان أحد أكثر الأشخاص وزنا في العالم، كما أشار موقع قناة "أن تي فاو" الألمانية الإلكتروني، ووصل وزنه إلى حوالي 600 كيلوغراما. وأصبح أوريبه مقيدا طوال الوقت بسريره لأنه لا يستطيع تحريك نفسه بسبب وزنه الزائد. ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أثقل البشر في العالم في سنة 2001. وتوفي أوريبه سنة 2014 بسبب مضاعفات السمنة.
حالة أوريبه تعد من حالات السمنة المستعصية، لكن الأشخاص الذين يملكون نصف وزن أوريبه فقط تبدأ عندهم مشاكل ومعاناة السمنة الزائدة وتأثيراتها على صحّتهم وحياتهم الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة، خاصة في الدول الصناعية، والكثير منهم من الشباب أيضا.
هنالك طرق مختلفة لعلاج السمنة، خاصة أصحاب الأوزان الكبيرة جدًّا. إحدى الطرق المتّبعة هي عملية تصغير المعدة. ونقل موقع قناة "بايرن" الألمانية الإلكتروني بيانات تقرير "ريبورت كرانكهاوس 2016" الصادر عن شركة بارمر الألمانية للتأمين الصحّي. وذكر التقرير أن "عدد الأشخاص، الذين أجروا عمليات تصغير المعدة، والذين يتمتعون بخدمات شركة بارمر للتأمين، في تزايد كبير، وارتفع عددهم إلى ستّ مرات في سنة 2014 اكثر مما كانوا عليه في سنة 2006". وأشار تقرير شركة التأمين الصحي أيضا إلى أن عدد الأشخاص الذين تلقوا علاجا لأمراض السمنة في سنة 2014 وصل عددهم إلى 7 ملايين شخص، وبزيادة مقدارها 14 في المئة عن أعدادهم في سنة 2006.
ما هي عملية تصغير المعدة؟
هنالك طريقتان علميّتان لتصغير المعدة التي تُجرى من اجل إعطاء شعور الشبع المبكر للجسم. الطريقة الأولى تعتمد على إزالة 80 إلى 90 في المئة من المعدة وإبقاء جزء صغير من المعدة على شكل أنبوب لحفظ الطعام. وشكلت هذه الطريقة نحو 45 في المئة من عمليات تصغير المعدة في ألمانيا لعام 2014، نقلا عن موقع "فوكوس" الألماني.
أما الطريقة الثانية فتعتمد على قطع جزء من المعدة ليقوم بمهام المعدة الاعتيادية. وربط المتبقي من المعدة مع الأمعاء الدقيقة مباشرة. وبهذه الطريقة يتناول المرض كميات أقل من المواد الغذائية. وتصغر المعدة بهذه الطريقة نحو 46 في المئة.
لِمن تُجرى هذه العملية ؟
ذكر موقع قناة "أن تي فاو" الألمانية الإلكتروني أن إجراء العملية يعتمد على "مؤشر كتلة الجسم" الذي يربط بين وزن الجسم وطول الإنسان. وعندما يصل مؤشر كتلة الجسم إلى 40 ينصح الأطباء المريض بإجراء العملية. وعند الإصابة بحالات مرضية مصاحبة للسمنة يُنصح بإجراء العملية عند وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 35.
على صعيد متصل، حذّر التقرير الصادر عن شكة بارمر الألمانية للتأمين الصحي من مخاطر القيام بعملية تصغير المعدة، "لأنها لا تجلب دائما الفائدة المرتجاة منها". وقال كريستوف شتراوب رئيس شركة بارمر بهذا الصدد "لا يمكن للمرء إزالة الدهون الغنية بإجراء عملية جراحية"، كما نقل عنه موقع "فوكوس" الألماني.
وأشار شتراوب إلى أن عملية تصغير المعدة ليست بالعملية التي تخلو من المخاطر، بل إنها عملية صعبة ولا يمكن إرجاع عمليات الجسم كما كانت عليه قبل العملية. وذكر شتراوب، وهو طبيب أيضا، أن العملية ترفع نسبة الموت عند المرضى.
من جانب آخر، ذكرت أخبار أن بعض الأشخاص الذين أجروا العملية لم يعانوا إلا نادرًا من السمنة الزائدة أو من مشاكل النوم أو من ارتفاع ضغط الدم بعد إجرائهم العملية، نقلا عن موقع "فوكوس".