ليلة الوحشه على سبايا الحسين (عليه السلام )
يــــــــاليلة الوحشـة وما أعظمهــا من ليلة
إن ليلة الوحشة من أشد الليالي حزناً على قلوب آل محمد ،
وهي الليلة التي أمسى بها حرم الإمام الحسين
وحدهم ويواسون قتلاهم بالزفرات والعويل والبكاء والنحيب في هذه الليلة ،
بعد يوم عاصف وحافل بالمصائب التي صبت عليهم
من كل جانب ومكان .
السلامٌ على قلبِ زَينــب الصَبْـور
وكأنه شريط متسلسل
من المصائب و الأحداث لا يفارق خيال هؤلاء النسوة والأيتام ،
من استشهاد بني هاشم والأنصار ، وقتل حجة الله ،
وقطع رأسه ورض جسده ،
وحرق الخيام وقتل الأيتام ،
وترويع النساء والأطفال .
في هذه الليلة الكئيبة ليس مع الحرم إلا رأس الحسين الذي
ما زال يقطر دماً في ذلك الليل الهجير ومرفوع فوق رمح طويل ،
وأيضاً هناك شاب عليل يبكي السبط الشهيد
حتى كادت بنفسه أن تخرج وهو ينظر جسد حجة الله
مقطع على جانب شط الفرات .
في ليلة الوحشة وعند جسد الحسين عليه السلام ،
حضرت الملائكة المقربين ، وناح سكان السماوات والأرضين ،
وحضر الأنبياء والمرسلين ،
ونبي (ص) في حالة يرثى لها من شدة الحزن والأسى
وعيونه تذرف من الدموع ،
ويحمل قرورة يجمع بها دماء الحسين التي تناثرت
وسالت في أرجاء الطف ،
والإمام علي والحسن قلوبهم من هول المصاب مفجوعة ،
وأعينهم من فيض الدموع مذروفة يبكون عند منحر الحسين الشهيد .
قد وحضرت أيضاً سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)
وأقامت مأتم العزاء على ولدها القتيل ،
تبكي وتأن وهي ترى جسد ولدها الحسين ممزق أمام عينها ،
وتسأل أيضاً عن طفله الرضيع
وتبحث عنه وتقول :
......أمك أنا يا حسين طفلك وين دليني ........
في ليلة الوحشة وما أدراكم يا أخوتي انعكست وتجسدت مصائب النار
بكل تفاصيلها المروعة على سكون الليل ،
فلم تهنئ عين بالنوم ولم تغمض جفن من شدة المصاب
وكثرة الغصص والآلام .
فيا ليلة الوحشة أجيبينا.........
ومن دموع الحزن حدثينا ........
ومن الآلام والمآسي أخبرينا.....
عن حال الحرم والأيتام .........
والنساء المسبيات ..............
ولا تنسي سكينة والرباب ....
وليلى وزينب أم المصاب ......
بلغيهم عني الســــــلام
والصلاة والسلام على من قتل بأرض الطفوف
وسبيت نساءه وقتلت أطفاله
والسلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
ٍٍٍٍٍٍٍِِِِِِِ