البنك المركزي المصري (أرشيف)
وكالات - أبوظبي
رحب عدد من رجال الأعمال المصريين بخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة الرئيسية 150 نقطة أساس، في خطوة وصفوها بالإيجابية لتحفيز الاستثمارات، لكنهم أكدوا على حاجة بيئة الأعمال في مصر إلى مزيد من الخفض خلال الفترة المقبلة.
وجاء خفض أسعار الفائدة الليلة الماضية للمرة الأولى منذ فبراير، مدعوما بانخفاض معدلات التضخم عن المتوقع في الآونة الأخيرة.
وقال صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة "جهينة" للصناعات الغذائية، أكبر منتج للألبان والعصائر المعبأة في مصر، لـ"رويترز": "خفض الفائدة سيكون له تأثير إيجابي. وقد يكون هناك خفض آخر خلال الستة أسابيع المقبلة، وهو ما قد يجعل الشركات تستثمر (من جديد) خلال الربع الأول من العام المقبل".
وتابع: "الخفض سينشط السوق بعد حالة الركود التي شهدتها في الفترة الماضية. في حالة وصول الفائدة إلى 10-12 بالمئة سيشجع ذلك الشركات على ضخ استثمارات كبيرة".
وقالت لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزي الليلة الماضية، إنها قررت خفض سعر الإيداع لأجل ليلة واحدة إلى 14.25 بالمئة من 15.75 بالمئة، وسعر الإقراض لليلة واحدة إلى 15.25 بالمئة من 16.75 بالمئة.
وكان 7 من 13 خبيرا اقتصاديا استطلعت "رويترز" آراءهم، قالوا إن البنك المركزي المصري سيخفض أسعار فائدة ليلة واحدة بمقدار 100 نقطة أساس، وتوقع 3 خفضا بمقدار 150 نقطة أساس.
وقال هاني أمان العضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) التي تحتكر صناعة السجائر في البلاد، إن إنخفاض الفائدة سيؤثر إيجابا على الاقتصاد بوجه عام من خلال تحفيز الاستثمار.
وأضاف: "القرار سيحفز الشركات على الاقتراض والتوسع في الفرص الاستثمارية طالما كان العائد من الاستثمار أعلى من معدل الاقتراض. وسيشجع أيضا الأفراد على عدم تخزين الأموال في البنوك وإطلاقها في المشاريع الاقتصادية".
ومنذ تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر 2016، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 700 نقطة أساس لمكافحة قفزة في التضخم، وهو ما أوجد شهية غير مسبوقة لأدوات الدين المحلية، لكنه أبطأ الاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمارات المحلية التي تحتاجها البلاد بشدة.
لكن تحرك المركزي الخميس جاء بعد أن تباطأ معدل التضخم إلى 8.7 بالمئة في يوليو، من 9.4 بالمئة في يونيو.
وقال يحيي أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري: "القرار جاء استجابة لمطالب المستثمرين بخفض الفائدة للمساهمة في دفع استثماراتهم والتوسع في التمويل".
وقال حسن مبروك نائب رئيس شركة "يونيفرسال" لصناعة الأجهزة الكهربائية: "القرار إيجابي إلى حد ما، لكن أسعار الفائدة بعد الخفض لازالت مرتفعة. أسعار الفائدة المشجعة للاستثمار تدور بين 10 و12 بالمئة".
ووصف هاني برزي رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية ورئيس مجلس إدارة شركة "إيديتا" الغذائية، واحدة من أكبر الشركات الغذائية في مصر، قرار المركزي بأنه "إيجابي للغاية للاقتصاد المصري والاستثمار".
كما قال محمود منتصر نائب رئيس بنك الاستثمار القومي، إن "خفض الفائدة سيعقبه نشاط في الاقتراض من جانب المستثمرين ويشجعهم على تنفيذ مشاريعهم التي تأجلت بسبب ارتفاع تكلفة التمويل".
وأضاف برزي: "الأسعار الحالية للفائدة ليست الأفضل، وكلما تراجعت كلما بعثت برسائل إيجابية للاستثمار".
وتسعى مصر لحث المستثمرين على ضخ استثمارات جديدة في ظل إجراءات تقشفية اتخذتها خلال السنوات الماضية.
وتوقع تامر بدر الدين رئيس مجلس إدارة البدر للبلاستيك، ارتفاع الاستثمارات والسيولة والقوة الشرائية بالسوق، واتجاه رؤوس الأموال للبحث عن فرص استثمارية بديلة للادخار بالبنوك.
فيما يرى أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، المدير التنفيذي لشركة "يونيليفر مصر"، أن بداية تراجع أسعار الفائدة خبر ممتاز للقطاع الصناعي "سيؤدي لإعادة نظر الشركات في تقييم استثماراتها والتوسعات الجديدة التي كان يصعب القيام بها في ظل أسعار فائدة مرتفعة".
وأوضح لـ"رويترز": "أسعار الفائدة لا تزال مرتفعة لكن الخفض يعطي مؤشرا جيدا للمستثمرين المحليين والأجانب. نأمل في استمرار خفض أسعار الفائدة حتى تعود لمستويات ما قبل 2011".