النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

أمنيات في ساحة العرضات

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 298 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62

    أمنيات في ساحة العرضات



    حسين فرحان

    تحت ظل شاحنة كبيرة متوقفة في إحدى ساحات بيع الخضار، جلس ابن الرافدين وقد افترش حزمة من قماش البازة التي يتجول بها صباح كل يوم على أصحاب السيارات، ليبيع منها ما يسد رمق اسرة لاتكف عن الطلبات الموجعة .
    ارتشف من قنينة الماء ما امتزج بملوحة عرقه، مسح جبهته واتكأ على أطار الشاحنة وهو ينظر الى الساحة الكبيرة المفتوحة أمامه، تذكر في هذه اللحظات ساحة العرضات التي رافقها طيلة عشرة أعوام بين مكلف واحتياط، هكذا وبلا مقدمات لاحت له ساحة العرضات بجميع تفاصيلها، أما لماذا فلم يعرف السبب، نظر الى الأعلى وقال مبتسما : ( لعلها ضربة شمس )، لكنه عاد مرة أخرى ليتذكر جلوس القرفصاء صباح كل يوم في تلك الساحات وهو يقدم مكرها فروض الولاء والطاعة للقادة الذين اخبروه بأن عليه أن يترك كرامته في منزله ويأتي للمعسكر فلا كرامة هنا، ويتذكر ما كان يتمتم به من عبارات تمني بانقضاء المحنة والخلاص من عبودية البعث وصدام والعرفاء والحروب العبثية .
    ويحلم بسرية تامة برؤية تلك الاشباح المناضلة !! وهي قادمة من وراء الحدود تحمل معها الحرية والخلاص وتعيد للانسان كرامته .
    اليوم عاد من جديد الى نفس عباراته القديمة وتمنياته بزوال المحنة ، فقد كانت بالأمس في ساحات العرضات واليوم في ساحات بيع الخضار ، راوده شعور غريب ببقاء كل شيء على حاله (فافتراش الارض والتمنيات والمحنة والشمس والغبار ) لم يتغير شيء، والطغاة هم الطغاة وإن تغيرت الوجوه وحكمت تلك الاشباح المناضلة التي كان يحلم بها .
    فانتفض مع مابه من كآبة على ذاكرته وانتفض على خيالاته التي ماتزال خصبة، فقد ناهز الستين عاما وعليه أن يؤمن بأن الحديث مع النفس طيلة العقود الماضية قد يفضي به الى الجنون بل ربما يكون هو الجنون بعينه ، لذلك حاول أن يجبر نفسه على الوقوف ومغادرة هذا المكان الذي لايحتاج فيه الى إذن ضابط أو عريف ، كل ماعليه أن ينهض ويترك نعيم ظل الشاحنة ويعود الى رشده متحاشيا نوبات الحديث مع النفس ، لأن كل ما يجب أن يفكر به اليوم هو انتظاره - كأقرانه - لنوبة قلبية او جلطة دماغية تنتهي بها حياته ، ولا يرغب أن تقع أحداث نهايته التي يتوقعها في واحدة من تلك الساحات .

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2019
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,167 المواضيع: 341
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 8555
    مزاجي: زهري دائما
    المهنة: طب اسنان
    أكلتي المفضلة: صاج دجاج
    آخر نشاط: 15/September/2024
    شكرا للجهود

  3. #3
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    شكرا لمروركم

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,113 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39714
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 2
    شكرا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال