وسألتُها ; مِن أين يأتي العِيدُ ؟
وأنا على النِّيلِ الشريدِ شريدُ
ما زلتُ أجرى خلفَ حُلمٍ لم يزلْ
يجري ورائي خلفَهُ التنهِيدُ
أكلَتْ أصابعَها البلادُ وأنتَ في
يدِها - وقد مَرَّ الجميعُ وحِيدُ
وتَلكَّأتْ بينَ ابتِسامتِها التي
قلبي يُريدُ لها ولستُ أُرِيدُ
يا نِيلُ لا تُمسِكْ دموعَكَ خَلِّها
فلعلَّها مِنّي إليكَ تعودُ
وإذا تَلعثَمتِ المشاعرُ في دمي
وأنا أراكَ فصمتُنا مَحمُودُ
أنا أوّلُ الغرقى وتلكَ حِكايتي
لكنَّ موتي ما لهُ تأكِيدُ
ولذاكَ يعجزُ أن يَنِزَّ بشهقتي
نهرٌ وأن يَطغى عليَّ جديدُ
إني أُعتِّقُ بالمروءةِ والندى
قلبي فيوشِكَ أن يذوبَ حديدُ
للآنَ تَبتسِمُ السعيدةُ والأسى
مِن حولِها لم يَبقَ مِنهُ سعِيدُ
يا مُوقِظَ العُشبِ القديم أما ترى
إن السحابَ بأُفقِنا مفقودُ ؟!
زرعوا انفِلاتَكَ في رمالِ المُنحنى الـ
ـعبثِيِّ فاستلقتْ عليكَ البِيْدُ
يا زارعِيَّ الموتِ في طُرقاتِنا
موتوا لنحيا ؛ إنَّ ذاكَ العِيدُ