لم أنس زينب بعد الخدر حاسرةً .. تبدي النياحة ألحانا فأحانا
مسجورة القلب إلا أنَّ أعينها .. كالمعصرات تصُبُّ الدمع عقيانها
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا .. يا والدي حكمت فينا رعايانا
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن .. يحمي حمانا ومن يؤوي يتامانا
إن عسعس الليل وارى بذل أوجهنا .. وإن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعوا فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا .. وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا عليُّ فما هذا القعود وما .. عهدي تغض على الأقذاء أجفانا
وتنثني تارةً تدعو مشائخها .. من شيبة الحمد أشياخاً وشبانا
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا .. واستنقدوا من يد البلوى بقايانا
ويل الفرات أباد الله غامره .. وردَّ وارده بالرغم لهفانا
لم يُطفِ حرَّ غليل السبط بارده .. حتى قضى في سبيل الله عطشانا
لم يُذبح الكبش حتى يُروَ من ظمأٍ .. ويُذبحُ ابن رسول الله ظمئانا