العهد نيوز- بغداد- خاص
تقرير : محمود الحسيني
اول استفزاز لذهنية اي متتبع لحالات الانفجاريات في المعسكرات العراقية، وضرب مواقع عسكرية عراقية من قبل طائرات ، يؤكد الجميع والمسؤولين أنها أمريكية - صهيونية، يصل إلى قناعة بحجم الاستباحة للأجواء العراقية التي فيما يبدو انها بدون اي قدسية امام اي خروق .
بالتأكيد هذا الامر عندما يعرض على اي دولة في العالم، فان اول عمل تقوم به هو تأمين أجواءها ضد هذه الخروق، وخاصة من دولة كبيرة مثل العراق تملك إمكانيات مالية هائلة تستطيع من خلالها شراء أقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم.
ويمكن للعراق ان يستغل مركزه كاستقطاب للاستثمار العالمي، بان يحصل على هذه المنظومات بان يضع شرط شراء الأسلحة المتطورة جدا كشرط أساسي أمام الاستثمارات للدول المصنعة للسلاح وخاصة روسيا، التي تتمتع بمصداقية كبيرة قياسا إلى انعدام مصداقية الولايات المتحدة التي تتعامل مع العراق بمزاجية كبيرة في منحه للأسلحة، بل والامتناع وخرق الاتفاقيات .
ان تكرار هذه الخروق ضد الأجواء العراقية، رفع الأصوات التي لا تملك اي ثقة بامريكا، الى السعي لشراء اعظم منظومة صواريخ في العالم وهي "اس 400" روسية الصنع.
يشار الى ان روسيا تمتلك منظومة "اس 500"، التي تحتفظ بها لنفسها ولا تعرضها للبيع لاي دولة في العالم، لتطورها وتمتعها بتكنولوجيا متقدمة جدا تتفوق من خلالها على كل المنظومات في العالم .
وحسب التسريبات الاعلامية ، فان امريكا تمنع العراق من شراء هذه المنظومة، بشكل مشابه لاعتراضها على شراء تركيا لنفس المنظومة، لكن تركيا تحدت امريكا ولم تلتفت الى اعتراضها ومضت في شرائها ، وهذه بطبيعة الحال نقطة تحسب لتركيا التي ظهرت للعالم بانها تمتلك شخصية خاصة بها لا تساوم على مصالحها الشخصية وامنها القومي، حتى لو ضحت بعلاقتها بامريكا التي تعتبر حليفتها القوية.
وكشف مصدر نيابي عن تحرك عراقي، لاستيراد منظومة الدفاع الجوية الروسية بعد الاعتداءات الاخيرة على معسكرات الحشد ومخازن السلاح.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العهد نيوز" اليوم الاربعاء، ان "الاعتداءات التي الاخيرة التي نفذتها الطائرات الصهيونية على مقرات الحشد الشعبي ومخازن الاسلحة في بغداد وبلد دفعت بعض النواب للضغط على الحكومة لاستيراد منظمة "اس 400 الروسية" لحماية الأجواء العراقية من الخروقات الامريصهيونية".
واضاف، ان "لجنة الامن والدفاع النيابية طالبت الحكومة الاتحادية باتخاذ موقف حازم جراء الاعتداءات المتكررة على مقرات الحشد الشعبي".
واكد، ان "الجانب الاميركي يحاول منع العراق من استيراد تلك المنظومة، ليبقى هو من يسيطر على الاجواء العراقية، وتنفيذ أجندته المشبوهة في داخله".
الى ذلك اعلن عضو لجنة الامن والدفاع النيابية كريم عليوي، عن لجان شكلتها الحكومة للتحقيق ومتابعة ظاهرة تعرض المعسكرات ومذاخر الاسلحة للقصف الجوي الاميركي والصهيوني.
وكشف عليوي خلال تصريح لـ"العهد نيوز"، اليوم الاربعاء، عن "وجود حراك داخل لجنته من اجل تشكيل لجان لزيارة المعسكرات التي تعرضت للقصف والوقف على اخر المستجدات".
وتابع : "رغم ان الحكومة شكلت لجان بهذا الخصوص لكنها لم تصل الى اهدافها المرجوة"، مشيرا الى ان، هناك فيديوهات ومقاطع تثبت تورط الطيران الصهيوني وبالتعاون مع الاستخبارات الاميركية بقصف تلك المعسكرات".
واوضح ان "الحكومة المركزية لم تعطي اي اشارة حول تورط تلك الجهات بقصف المعسكرات واتجهت للسكوت وتشكيل لجان".
ورفض عليوي "سكوت الحكومة المركزية عن الاستهدافات المتكررة للمعسكرات"، داعيا رئيس لجنة الامن والدفاع الى تبني هذا الامر".
وحذر من "تبعات قد تطال قيادات بارزة في قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية".
الا ان كتلة الصادقون في مجلس النواب، انتقدت هذه اللجان، وعد رئيسها عدنان الفيحان، ان تكرار مشهد الانفجاريات من معسكر لأخر يؤكد على انه بفعل فاعل، مشيرا الى، انه "لا علاقة لسوء الخزن بما يحدث من انفجارات".
ودعا الفيحان ، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الى"اجابة واضحة وسريعة ، عادا "تشكيل لجان تحقيقية معناها التسويف لان اللجنة الاولى، لاول انفجار لم تعلن النتائج لحد الان".
وتعرضت عدد من القواعد والمعسكرات الى انفجارات ، في حين تؤكد المصادر العسكرية، ان مصدر القصف هو الطائرات الامريكية والصهيونية.
هذا الامر يضع الحكومة امام احد امرين، اما ان تخضع للاستهتار الامريكي والاستمرار باستباحة الاجواء العراقية بهذا الشكل، ا وان تدخل في تحدي مع امريكا.